الرئيسية » مشاركات القراء » التطابق بين نمو الجنين وبين آيات القرآن الكريم - بقلم : محمد سليم أنقر مصاروه
التطابق بين نمو الجنين وبين آيات القرآن الكريم - بقلم : محمد سليم أنقر مصاروه
09/08/2017 - 21:59
يذكر القرآن الكريم تخلق الجنين ونموه في كثير من الايات وقد نزلت نصوص الكتاب قبل أربعة عشر قرناً في وقت لم تكن فيه مجاهر إلكترونيه ولا مختبرات أبحاث 
 
كما في أيامنا هذه ، تُرى ماذا ستكون النتيجه لو أجرينا مقارنةً بين آخر ما توصل اليه علم الأجنه وبين ما نصَّت عليه آيات الذكر الحكيم ، هيا بِنَا نفعل ذلك! 
 
من الإخصاب وحتى إنغراس النطفه في الرحم 
 
قناتا فالوب عباره عن قناتين عن يمين وشمال الرحم ،تصل  كل قناه بين المبيض في الاعلى وبين الرحم في الاسفل . تتم داخل المبايض عملية انضاج البويضات 
 
وافرازها نحو الرحم، هناك يلتقي الحيوان المنوي والبويضه  لتتكون بويضة مخصبه( زيچوتا)zygota  بحجم قطيرة ماء، تبدأ الزيچوتا بسلسله من الانقسامات والتضخم 
 
، يصل عددها بعد مرور 3-4 ايام الى 16 خليه وتترتب بشكل عنقود صغير شبيه بثمرة توت الشجر لذلك يطلق عليها اسم ( التوتيه ) morula . تتوالى الانقسامات ما بين 
 
اليوم الرابع والخامس ليصل العدد الى 50-100 خليه ، حينئذ تكون مجموعة الخلايا ( النطفه ) قد وصلت الى تجويف الرحم ،يتكون من داخل النطفه  تجويف يسمى ( 
 
الكيسه الأريميه ) blastocyst تترتب في  داخله وفي الجهه القريبه لبطانة الرحم  حوالي 30  خليه جذعيه ذات قدره على التمايز والتخلق تسمى( كتلة الخلايا الداخليه ) 
 
ICM inner cell mass قسم منها سوف يتطور الى الأغشية الجنينيه Germ layers والقسم الباقي  سيبقى رصيداً مدخراً طوال العمر لترميم وتعويض ما يتلف من خلايا 
 
الأعضاء Adult stem cells . 
 
تخلق الأغشية الجنينيه
 
مع نهاية الاسبوع الاول ينغرس الجنين في البطانه الداخليه لجدار الرحم ويبدأ بالتغذي على دم الام  خلال الاسبوع الثاني  تبدأ عملية تمايز الأغشيه الجنينيه من كتلة 
 
الخلايا الداخليه وبنفس الفتره تتكّون المشيمة من الخلايا الخارجية للكيسة الأريميه ويستمر تشكلها حتى الأسبوع الثالث ، حينئذً  ينتقل الجنين من مرحلة الكيسه الأريميه 
 
الى  مرحلة  ( المعيده)  gastrula  فيكون عباره عن حويصله مجوفه ذات ثلاث طبقات من الأغشيه الجنينيه Germ layers مرتبةً فوق بعضها البعض تسمى طبقة 
 
الخلايا الأكثر قرباً لجدار الرحم بالإكتودرم ectoderm والطبقة الوسطى بالميزودرم mesoderm والطبقه الأكثر قرباً لفراغ التجويف بالاندودرم endoderm . 
 
بدء تمايز الخلايا وتخلق أعضاء الجنين 
 
في تلك الفتره  تشرع خلايا الأغشية الجنينيه  بالتحول إلى خلايا متخصصة ( أعصاب ، جلد ، دم ..). 
 
تتمايز من الإكتودرم خلايا الدماغ والجهاز العصبي والطبقه الخارجيه من الجلد ، تتشكل بقعه عصبيه في منطقة الرأس وتتطور إلى لويحات عصبيه placodes منها 
 
تنمو أعصاب الحواس وأعضائها ، تبرز أعصاب السمع والأذن من اللويحه السمعيه otic placode ثم  تتخلق أعصاب الشم والانف من اللويحه الشمّيه olfactory 
 
placode وتظهر بعدها أعصاب الرؤيه والعين من اللويحه البصريه optic placode ومن الجدير ذكره أن الإنسان هو المخلوق الوحيد من بين الثدييات والفقاريات الذي 
 
تتطور عنده حاسة السمع قبل البصر. 
 
بحلول الأسبوع الرابع يبدو الجهاز العصبي للجنين  كأنبوبه ملتويه ذات رأس وذنب بحيث ينمو من الرأس دماغ وسيصير الذنب نخاعاً شوكياً تتفرع منه أعصاب 
 
الحركه والحس ، تتابع عمليات النمو والتخلق ويستطيل الجنين فيصير شكله مثل دودة البرك (علقة)  أو leech like embyro . 
 
تتمايز من الطبقه الوسطى (الميزودرم ) خلايا مسؤولة عن بناء الجسم تسمى ب (الجسديه) somite وفي الأسبوع الثالث تتحول الخلايا الجسديه الى ثلاث انواع من 
 
الخلايا الجذعية المتخصصة ، dermatome تتمايز الى خلايا الجلد الداخليه ( إبيدرميس) والدهن والأغشيه الرابطه ( تدعم وتربط خلايا الجسم المختلفه )  ، myotome 
 
تتمايز الى خلايا عضليه ( عضلات الهيكل العظمي ، القلب ، الاوعيه الدمويه ، اللسان  الكليه ، الطحال وهكذا ) sclerotome تتمايز الى خلايا العظام، الغضاريف 
 
والأوتار ( ألياف تربط بين العضلات أو بين العضلات والعظام )  . أول ما يتمايز هي خلايا ال sclerotom  وهكذا تتخلق العظام قبل العضلات (اللحم)، قبل تلك الفتره 
 
بقليل ،في الْيَوْمَ التاسع عشر، يبرز أنبوبان دمويان endocardial tubes وينموان الواحد بمحاذاة الاخر ثم يمتزجان ويكونان وعاءً صغيراً وفي حدود اليوم الثاني والثالث 
 
والعشرين يصير الوعاء قلباًويبدأ بالخفقان وضخ الدماء ليكون أول عضو يكتمل نموه ويبدأ بالعمل  .
 
 ومع نهاية الأسبوع الرابع تنتشر الخلايا الجسديه على جانبي ما سيكون العمود الفقري حِينَئِذٍ يكتمل تخلق الفقرات ،يتشكل ظهر الجنين  بانحناء نحو جهة فراغ الرحم  
 
وتظهر على جسم الجنين إنبعاجات ،تجاعيد، وأخاديد فيكون شكله حينها أشبه بمضغة طعام لاكتها الأسنان. 
 
في نفس الفتره تتمايز الخلايا الجذعيه من طبقة (الاندودرم ) ويتخلق منها الجهاز الهضمي ( المرئ ،المعده والأمعاء) ، الجهاز التنفسي، الكبد ،البنكرياس والغدد . بمضي 
 
تلك الفتره تكون أعضاء جسم الجنين في مراحل متقدمة من التخلق والتشكل . لنتوقف هنا ولننظر ماذا يقول الذكر الحكيم  
 
المطابقة بين تخلق الجنين وبين آيات القران الكريم 
 
تبدأ رحلة الحياه بعد إختلاط مني الرجل وبويضة المرأه ويشير القرآن الكريم عن طريق إستعماله لكلمة (أمشاج ) حقيقة تخلق الانسان من نطفه مختلطة ليست من 
 
مصدر واحد، (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا . صار معلوماً منذ القرن العشرين ان كروموزوم الجنس في الحيوان المنوي هو الذي يحدد 
 
جنس الجنين فإذا كان y فالجنين ذكر وإذا كان x فأنثى، من جهه ثانيه ذكر النص القرآني منذ أربعة عشر قرناً ان المني في النطفه هو المسؤول عن تحديد الجنس! (وَأَنَّهُ 
 
خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ *مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)
 
إضافةً الى ذلك ، رأينا ان النطفه حين تكون في طور الكيسه الاريميه تصل تجويف الرحم وتنغرس فيه .من جهه ثانيه  تذكر آيات القران  حدوث الانغراس بالرحم أو 
 
القرار المكين في مرحلة النطفه ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ). نستمر في التأمل وما يزيد من إندهاشنا هو وصف القرآن 
 
للجنين بالعلقه ! وفعلاً مرَّ معنا أن الجنين يمر بمرحلة يبدو فيها مثل دودة البرك ( العلقه ) وان تخلق جسم الجنين وأعضائه يبدأ في تلك المرحلة ، إقرأوا ماذايخبرنا كتاب 
 
الله     ( ألم يك نطفة من مني يمنى* ثم كان علقة فخلق فسوى*فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) . 
 
نحن نعلم  أن اعصاب السمع تبدأ في التخلق قبل أعصاب الرؤيه وبنفس الفترة يكتمل تخلق ألقلب ويبدأ بالنبض ،  نقرأ الايات التاليه فنلمس التطابق التام والحقائق العلميه 
 
(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ).
 
ثبت أن خلايا العظم تتكون قبل اللحم ، لاحظوا كيف سبق وأخبر القرآن بذلك  ( فكسونا العظام لحما )! 
 
رأينا أن العلقه بعد أربعة أسابيع تكتسي بانبعاجات وأخاديد وتتخذ شكل المضغه (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ 
 
ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) ليس هذا فحسب بل وتذكر الايات كوّن المضغه مخلقه وغير مخلقه ،في إشاره الى 
 
وجود الخلايا الجذعيه الاحتياطية الغير مخلقه ! 
 
لقد إستعرضنا شوطاً من نمو الجنين وتخلقه ورأينا تطابقاً صاعقاً بين ما توصل إليه علم الأجنه في زمننا هذا وبين ما ذكرته آيات القرآن ذات الأربعة عشر قرناً وتستمر 
 
البشريه ببناء المعرفه لبنه فلبنه ويكشف العلم بتقدمه أسرار الكون فإذا بكثيرٍ من هذه الأسرار قد عانقتها آيات القرآن والتي ما فتأت منذ نزولها  وهي تدعوا المؤمنين 
 
والملحدين على حدٍ سواءٍ أن يتفكروا في أنفسهم  ويبحثوا في علوم الكون، وان يسلكوا البحث العلمي طلباً للحقيقه ( أَوَلَم يَتَفَكَّروا فى أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ 
 
وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ بِلِقائِ رَبِّهِم لَكٰفِرونَ)
 
بقلم : محمد سليم أنقر مصاروه 
 
صيدلي وماجستير في علوم الأدويه 
 
التطابق بين نمو الجنين وبين آيات القرآن الكريم - بقلم : محمد سليم أنقر مصاروه

التطابق بين نمو الجنين وبين آيات القرآن الكريم - بقلم : محمد سليم أنقر مصاروه

اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
  • 05:11
  • 11:41
  • 02:25
  • 04:43
  • 06:05
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1