يعاني نحو 415 مليون شخص من مرض السكري في العالم، أي أن واحداً من كل 11 من السكان البالغين في العالم مصاب بمرض السكري وأن 46% من المصابين بداء السكري لم يتم تشخيصهم. وقد أظهر اللقاح (Bacillus Calmette-Guerin)، الذي تم استخدامه منذ أكثر من 100 عام لعلاج السل، نتائج واعدة في علاج السكري. كما يستخدم لقاح BCG حالياW بشكل آمن لعلاج سرطان المثانة.
تم الإعلان خلال اجتماعات الدورة الـ75 للجمعية الأميركية للسكري أن منظمة الغذاء والدواءFDA سوف تجري اختبارا للقاح BCGعلى 150 شخصاً في مرحلة متقدمة من مرض السكري من النوع 1.
إن جسم الشخص المصاب بداء السكري من النمط 1 لا ينتج الأنسولين بسبب الجهاز المناعي الذي يدمر الخلايا التي تخلق الأنسولين.
ويتم إنتاج الخلايا T، وهذه الخلايا تخلق مشاكل في البنكرياس ، حيث يتم إنتاج الأنسولين.
وتبين أن اللقاحBCG يعمل على القضاء على هذه الخلايا T.
وعند حقن مرضى السكري باللقاح، تم ملاحظة زيادة في مستويات مادة تسمى "عامل نخر الورم" TNF وأثمر ارتفاع مستوى تلك المادة في البنكرياس عن تدمير الخلايا T، التي تعوق إنتاج الأنسولين، بحسب موقع "ذا هيلث أويرنيس" (The Health Awareness).
في تجربة سابقة، تم حقن المرضى بلقاح السل مرتين في غضون إطار زمني لمدة 4 أسابيع. وأظهرت النتائج اختفاء الخلايا T الخطرة، وأن بعض من تم حقنهم بدأوا بالفعل في إفراز الأنسولين بشكل تلقائي.
وأبدى دكتور دينيس فاوستمان، مدير مختبر مستشفى ماساتشوستس العام لعلم المناعة في بوسطن، حماساً كبيراً للنتائج التي أظهرها لقاح BCG، قائلاً: "في المرحلة الأولى من التجربة (الأولية) تم إثبات استجابة ذات دلالة إحصائية لــBCG، ولكن هدفنا في (هذه التجربة) تهيئة استجابة علاجية دائمة. ولذلك سيتم العمل مجدداً على إجراء مزيد من التجارب على أشخاص يعانون من مرض السكري من النوع الأول لسنوات عديدة. هذه ليست تجارب للوقاية، إنما هي مساعٍ حثيثة لتهيئة نظام من شأنه أن يعالج المرض حتى في مراحله المتقدمة".
نفس الصيغة
ومن المقرر أن تبدأ جولة التجارب الجديدة، التي تستمر 5 سنوات، في صيف العام الجاري. وتتراوح أعمار مرضى السكري الذين سيخضعون للتجارب بين 18 و60 عاماً. من المقرر تكرار التجربة بنفس الصيغة، التي سبق تطبيقها، عن طريق حقن المرضى مرتين في غضون 4 أسابيع. ثم يتم حقن المرضى مرة واحدة سنوياً خلال الـ4 أعوام المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن ليس كل خبراء علاج مرض السكري على ثقة من أن هذا العلاج سوف يؤتي ثماره.
ويوضح روبرت سوبيل، الأستاذ المساعد في علم الغدد الصماء في كلية طب فينبرغ في جامعة "نورث وسترن"، تشككه في احتمالات إحراز نتائج حاسمة، قائلاً: "أعتقد أنه من المبالغ فيه القول إن هذا سيكون له تأثير كبير على الملايين من مرضى السكري من النوع 1 في العالم. كنا نحب أن نفعل شيئاً للحفاظ على أو إعادة بناء كتلة الخلايا "بيتا" Beta. تاريخياً، لقد شاهدنا تلك الخلايا تتضاءل ولم نكن قادرين على القيام بشيء (في الوقت المناسب)."
وسيقول الزمن كلمته حول ما إذا كان اللقاحBCG سوف يصبح خيار علاجي قابل للتطبيق لداء السكري من النوع 1 أم لا؟