تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا، فقد عززت واشنطن وجودها في البحر الأبيض المتوسط، وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إرسال ست طائرات حربية إلى قاعدتها بقبرص، ونقلت تقارير صحفية فرنسية أن باريس أرسلت فرقاطة لتنضم للأسطول الحربي المرابط قبالة السواحل السورية.
وفي سياق متصل نقلت صحيفة لوبوان الفرنسية عن مصادر مطلعة اليوم أن فرنسا أرسلت فرقاطة شيفالييه بول الحديثة لتنضم إلى الأسطول الحربي الدولي المرابط قبالة السواحل السورية. وأوضحت المصادر أن باريس قررت أن ترسل سرًّا فرقاطة بول شيفالييه لتنضم إلى مجموعة من السفن الأميركية والبريطانية المرابطة هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقاطة مجهزة بصواريخ موجّهة، وتعد من أحدث قطع البحرية الفرنسية.
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رصد مسؤولين وشهود عيان أمس الأربعاء حشودا للقوات الأميركية الأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية السورية. وقال المسؤولون والشهود إن العشرات من الدبابات والطائرات المقاتلة انتشرت أيضا على الحدود البالغ طولها 370 كلم.
ونقلت الوكالة عن قائد عسكري أردني غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الإعلام أن "القوات الأميركية والأردنية تدربت معا لعدة أشهر للتحضير لهذا السيناريو".
وأشار عدد من السكان المحليين المقيمين قرب بلدة رمثا الحدودية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة درعا السورية الجنوبية، إلى أن العديد من الطائرات العاملة بدون طيار تراقب المنطقة الحدودية.
مقابل حشود واشنطن وحلفائها قالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية اليوم إن روسيا تعتزم إرسال سفينتين إلى قواتها البحرية في شرق البحر المتوسط.
ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ سيصلان في الأيام القادمة بسبب "الوضع المعروف جيدا" في إشارة واضحة إلى الأزمة في سوريا.
لكن البحرية الروسية نفت في وقت لاحق أن يكون لإرسال السفينتين صلة بالأحداث في سوريا، وقالت إنه يأتي في إطار تناوب مقرر منذ فترة طويلة لسفنها في البحر المتوسط ولم تذكر البحرية نوع السفن التي تتجه إلى المنطقة ولا عددها.
وكان تقرير الوكالة الأول قد أوضح أن الهدف من إرسال السفن هو تعزيز الوجود البحري وليس الهدف أن تحل محل السفن في البحر المتوسط، ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين التصريحين.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا لديها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري.
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تلوح في الأفق ضربة عسكرية أميركية وشيكة على سوريا، على خلفية اتهام دمشق باستخدام السلاح الكيمياوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قد قال الثلاثاء الماضي، إن الخيارات التي تتم دراستها بشأن سوريا لا تتعلق بتغيير النظام، بعد أن كانت شبكة أن بي سي الأميركية نقلت عن مسؤولين في الولايات المتحدة أن ضربة صاروخية محدودة قد توجّه إلى سوريا بحلول الخميس.