أخفق قادة مجموعة العشرين، التي اختتمت أعمال قمتها اليوم في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، في التوصل إلى اتفاق بشأن التدخل العسكري في سوريا، بعد تقارير عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد المدنيين في غوطة دمشق الشهر الماضي.
وإضافة إلى فشل القادة الذين اجتمعوا أمس واليوم، استمر تباين الموقفين الأميركي والروسي رغم اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما لمدة عشرين دقيقة اليوم.
وتضاربت التصريحات بشأن مواقف الأغلبية بين قادة دول المجموعة. ففي حين أكد الرئيس الروسي الانقسام المتساوي في القمة، قالت الولايات المتحدة وتركيا إن الأغلبية تؤيد عملية عسكرية ضد نظام الأسد، ونشرت قائمة لأكثر من النصف بواحد تدين استخدام الكيميائي في سوريا.
وبدأت قمة مجموعة العشرين أمس في مدينة سان بطرسبرغ الروسية للتوصل إلى موقف موحد في قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي، إلا أن الملف السوري ألقى بظلاله على القمة.
فقد قال الرئيس الروسي إن نصف القادة يؤيدون الضربة العسكرية ويعارضها النصف الآخر، مضيفا أن تركيا والسعودية وأميركا مع الضربة، في حين أن إندونيسيا -وهي أكبر دولة إسلامية- والهند والصين والأرجنتين والبرازيل وبابا الفاتيكان إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ضد توسيع الأزمة.
ووصف خلال مؤتمر صحفي الهجوم الكيميائي بأنه "استفزاز من قبل المسلحين الذين يريدون أن يستقدموا مساعدة الدول الخارجية"، مشددا على أن استخدام القوة ضد دول ذات سيادة "ممنوع".
وقال إن لقاءات أمس على مائدة العشاء توافقت على أن كل من يعمل خارج إطار مجلس الأمن فإنه يخرج عن القانون الدولي.
أما الرئيس الأميركي باراك أوباما -الذي يسعى لموافقة الكونغرس على الضربة العسكرية- فقال إن هناك إجماعا على أن الأسلحة الكيميائية استخدمت بسوريا، وإنه لو جرى استطلاع بين الحاضرين لاتضح أن الأغلبية يشعرون بأن الأسد مسؤول عن استخدامها رغم تشكيك بوتين في ذلك.
ورغم تأكيده أن لقاءه اليوم مع بوتين كان صريحا فإنه استبعد الوصول إلى اتفاق قريب بشأن سوريا، كما استعبد أن يحافظ بوتين على موقفه الحالي بعد صدور تقرير المحققين الدوليين بِشأن مجزرة الغوطة.
والدول الموقعة على البيان هي: أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
من جهتها أفادت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية بأن وزراء خارجية دول مجموعة العشرين بحثوا الموضوع السوري اليوم الجمعة في اجتماع عقدوه في ضواحي مدينة سان بطرسبورغ، بحضور المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
ونقلت الوكالة عن لافروف قوله إن الاجتماع خلص إلى استنتاج مشترك مفاده أنه يجب إيجاد طريقة لمنع السيناريو العسكري من دفن السيناريو السياسي.
وكان ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي ذكر أن قادة الدول المشاركة في قمة الـ20 انقسموا بشأن مسألة تسوية النزاع السوري.
وأوضح أن عدداً من الدول أصرت على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وتجاهل المؤسسات الدولية المشروعة، في حين دعت دول عدة لعدم الانتقاص من قيمة القانون الدولي والتذكر بأن مجلس الأمن الدولي هو الوحيد المخول اتخاذ قرارات بشأن استخدام القوة.
ومن جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يتعين التريث لحين صدور تقرير محققي الأمم المتحدة قبل الرد على الهجوم الكيميائي.
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فقال إن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سوريا، غير أنه لم يستبعد أن تبدأ هذه العملية العسكرية من دون موافقة مجلس الأمن الدولي.