في الوقت الذي يواصل فيروس كورونا المستجد الانتشار بآسيا وأميركا وتسجيل معدل قياسي بالإصابات والوفيات، حذرت هيئات صحية من موجة ثالثة يخشى أن تضرب القارة الأوروبية، حيث تواصل غالبية الدول بتشديد إجراءات الإغلاق لمنع تفشي الفيروس بغية أن يتنسى تخفيف القيود مع اقتراب الميلاد.
سجلت الولايات المتحدة وفاة أكثر من 2400 شخص من جراء فيروس كوروناّ خلال 24 ساعة الماضية، في حصيلة يومية هي الأعلى على الإطلاق في هذا البلد منذ أكثر من ستة أشهر، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 أنه سجلت الولايات المتحدة 2439 حالة وفاة، وحوالي 200 ألف إصابة جديدة بالفيروس.
وفي القارة الأوروبية، حيث تواصل العديد من الدول فرض إجراءات مشددة وتقييدات للحد من انتشار الفيروس، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن الإجراءات السارية في سائر أنحاء البلاد لمكافحة جائحة كوفيد-19، بما في ذلك إغلاق الحانات والمطاعم والقيود المفروضة على التجمّعات الخاصة، ستمدّد حتّى مطلع كانون الثاني/يناير.
وعلى الرغم من ذلك، أعلنت دول أوروبية عدة عن تخفيف تدريجي للقيود المفروضة لاحتواء وباء كوفيد-19 ، في إستراتيجية تقوم على اتخاذ خطوات صغيرة مع اقتراب أعياد الميلاد.
وبينما أعلنت دول أوروبية عدة، تخفيف القيود مع اقتراب أعياد نهاية العام، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لايين، الدول الأوروبية من تخفيف القيود المفروضة لاحتواء وباء كوفيد-19 بشكل "سريع جدا"، مشددة على مخاطر حصول موجة ثالثة من الإصابات بعد عيد الميلاد.
وقالت ميركل في ختام اجتماع استمر أكثر من سبع ساعات مع حكام مقاطعات البلاد الـ16 "ما زلنا مضطرين لبذل جهود (...). عدد الإصابات اليومية ما زال عند مستوى مرتفع للغاية".
وأضافت أنه بناء على ذلك فإن الإجراءات والقيود التي أقرت في اجتماع سابق عُقد في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، سيتم تمديد العمل بها "حتى بداية شهر كانون الثاني/يناير، إلا إذا حدث لدينا انخفاض غير متوقع في معدل الإصابة، ولكن هذا الأمر مستبعد في الوقت الراهن".
والأربعاء بلغ معدل الإصابات اليومي بالفيروس في ألمانيا 139,6 لكل 100 ألف نسمة، وفي العاصمة برلين 195,3 لكل 100 ألف نسمة، أي أكثر بكثير من الهدف المحدد بـ50 إصابة لكل 100 ألف نسمة.
وحتى مساء الأربعاء سجلت ألمانيا ما مجموعة 961.320 إصابة بالفيروس (+18.633 إصابة خلال 24 ساعة)، في حين بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الوباء 14.771 (+410 وفيات خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية).
وبناء على هذه البيانات يتوقّع أن تتخطّى البلاد عتبة المليون إصابة بالفيروس خلال بضعة أيام.
وفي تركيا، حققت أعداد الإصابات اليومية بكوفيد- 19 التي يتم الإعلان عنها قفزة إلى أكثر من 28 ألفا، يوم الأربعاء.
وأعلن وزير الصحة فخر الدين قوجة، عن 28351 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مؤكدا على أن البيانات تمثل "كل من جاءت نتائج اختبار بي سي آر له إيجابية، سواء ظهرت عليهم الاعراض أم لا".
كذلك أعلن قوجة عن 169 وفاة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أعلى عدد وفيات يومية منذ بدء التفشي.
ويبلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة المسجلة منذ بدء التفشي 467730، و12840 وفاة.
إلى ذلك، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن اللقاح الذي طورته تركيا ضد كوفيد-19 قد يكون جاهزا للاستخدام بحلول نيسان/أبريل المقبل.
وفي كلمة ألقاها أمام النواب من حزبه الحاكم، مساء الأربعاء، قال أردوغان أيضًا إن تركيا، بمجرد استعدادها، تخطط لمشاركة اللقاح مع العالم.
في اليابان، طلبت حاكمة طوكيو من الحانات وأماكن الترفيه الأخرى التي تقدم المشروبات الكحولية، إغلاق أبوابها في وقت مبكر لمدة ثلاثة أسابيع للمساعدة في منع عودة ظهور عدوى فيروس كورونا
وقال رئيس الجمعية الطبية اليابانية، توشيو ناكاجاوا، إن أسرة المستشفيات امتلأت بسرعة بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة، مما يتطلب المزيد من العاملين الطبيين والمزيد من الوقت ويتسبب في تقليص علاج المرضى العاديين.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت شهدت فيه طوكيو ومدن رئيسية أخرى، بينها أوساكا وهوكايدو، اتخاذ خطوات مماثلة.
وسجلت طوكيو رقما قياسيا يبلغ 537 حالة إصابة يومية جديدة، وتجاوزت أعداد الإصابات اليومية على مستوى اليابان 2500 خلال الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ بدء الجائحة.
وأعلن وزير الصحة الكوري الجنوبي بارك نيونغ ،عن تسجيل أكثر من 500 إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد، في أعلى حصيلة منذ مارس الماضي.
وقال المسؤول الصحي الكوري الجنوبي يون تيه-هو في تصريح له مؤخرا: "نعتقد أن الموجة الثالثة من الإصابات بكورونا في العاصمة وضواحيها مستمرة بعد مثل هذا الوضع في مارس وأغسطس".
ولفت إلى أن سيئول تشهد حوالي 200 إصابة جديدة يوميا وسط انتشار سريع لفيروس كورونا، ويتم اكتشاف إصابات جماعية متفرقة في المناطق الأخرى.