أدانت المحكمة في مدينة بئر السبع، أمس الإثنين، سائق شاحنة بمصرع ثماني نساء من قرية حورة عن طريق الإهمال في حادث طرق مع الحافلة التي كن فيها في حينه، على شارع رقم 31 بالقرب من مفرق "لهفيم" القريب من مدينة رهط في النقب، يوم 3 شباط/ فبراير 2015.

ووفقا للمحكمة "اختار المتهم عن عمد أن يغلق عينيه، وتجاهل تعليمات السلامة، وجعل من نفسه خبيرا أكثر مهنية من ضابط السلامة، كونه سائقا محترفا، خلال قيادته لمركبة تزن عشرات الأطنان وتحمل كمية زائدة من الحمولة، إذ أظهر المتهم في سلوكه موقفا من الثقة المفرطة والازدراء والغطرسة، والتي تبلورت في نهاية المطاف في إهمال شديد ووقوع الحادث المأساوي".

وتعود حيثيات الحادث إلى قيادة المتهم شاحنة تنقل جرارا زراعيا كان يقوم بإبادة محاصيل المزروعات للعرب النقب في حينه، كانت الآلة الزراعية قد برزت في ممر السفر المعاكس، وقام المتهم بنقلها، وفقا للإدانة، بصورة مخالفة للقانون وشروط التصريح فيما يتعلق بالنقل الآمن للحمولة التي تخرج من حدود الشاحنة. وبسبب ذلك اصطدمت مقصات الآلة الزراعية بشدة بحافلة "مرابطات الأقصى" التي كانت في طريق عودتها من القدس، وتوغلت في الجانب الأيسر من الحافلة التي كانت تسير مقابل الشاحنة، ما أدى إلى مصرع 8 نساء في الحافلة، وهن المرحومات زانة أبو طراش، ونورة الأطرش، وكفاية العصيبي، وخضرة السيد، ومنوة أبو القيعان، وسميرة النباري، ونعمة أبو شحيطة، وفاطمة أبو القيعان.

وعليه، فقد أدانت المحكمة المتهم بالتسبب في وفاة النساء الثماني عن طريق الإهمال. وسجلت أن "سلوك المتهم حتى قبل أن يبدأ سفره، وحتى قبل يوم واحد، تجلت فيه أعلى درجات الإهمال".

ورفضت المحكمة جميع ادعاءات المدعى عليه وذكرت أن "المدعى عليه اختار عن عمد أن يسافر بسرعة خلافًا للشروط المنصوص عليها في رخصة المركبة ومخالفًا ظروف الشارع وكونه يسوق على طريق قيد الإنشاء، دون أي مبرر منطقي أو معقول باستثناء الازدراء واللامبالاة والإهمال والغطرسة، كما يتجلى في شهادة المدعى عليه وسلوكه في اليوم السابق".