يبدو أن فيروس كورونا بدأ بالانكفاء في الصين من حيث عدد الوفيات، إذ سجّلت الساعات الأربع والعشرين الماضية وفاة 29 شخصاً بالفيروس، في أدنى حصيلة وفيات يومية تسجّلها البلاد منذ حوالي شهر.
ومع هذه الحصيلة الجديدة يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن "الفيروس المستجدّ" في الصين القاريّة الخميس إلى 2744.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في تحديثها اليومي للإحصاءات المتعلّقة بتفشّي المرض أنّ عدد الذين أصيبوا بالفيروس حتى اليوم في الصين القاريّة (بدون هونغ كونغ وماكاو) ارتفع إلى حوالي 78.500 شخص بعدما سجّلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية إصابة 433 شخصاً، الغالبية الساحقة منهم (409) في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد.
وهذه أدنى حصيلة وفيات يومية تسجّل في الصين القارية منذ 29 كانون الثاني/يناير عندما تم الإبلاغ عن 26 حالة وفاة جديدة بالفيروس.
يذكر أنه منذ ثلاثة أيام تواصل حصيلة الوفيات تراجعها في الصين.
في المقابل، عادت حصيلة الإصابات الجديدة خارج هوبي للارتفاع، الخميس، بعدما سلكت منحى انحداريا طوال الأسبوع الماضي بلغ أدناه الأربعاء بتسجيل خمس إصابات جديدة فقط (مقابل 24 سجّلت الخميس).
أما في كوريا الجنوبية، ثاني أكبر بؤرة للفيروس بعد الصين، فقد أعلنت السلطات الصحيّة الخميس أنّها سجّلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 334 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للمصابين في البلد إلى حوالي 1600.
وقال المركز الكوري للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في بيان إنّ إجمالي عدد المصابين بالوباء في البلاد بلغ 1595 شخصاً، في حين لم تسجّل أي وفاة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يعني أنّ حصيلة الوفيات ما زالت 12.
كما أوضح أن الغالبية العظمى من الإصابات الجديدة - أكثر من 80% منها - سجّلت في دايغو، المدينة الواقعة في جنوب البلاد والتي تعتبر بؤرة الوباء، وفي مقاطعة غيونغسانغ الشمالية المجاورة لها.
تجرد الإشارة إلى أن دايغو هي رابع أكبر مدينة في كوريا الجنوبية إذ يزيد عدد سكانها عن 2,5 مليون نسمة وهي موطن "كنيسة يسوع شينشيونجي" المتّهمة بأنّها بؤرة الوباء في البلاد.
ويعتقد أنّ امرأة من أتباع هذه الكنيسة تبلغ من العمر 61 عاماً وكانت تجهل أنّها مصابة بالفيروس، نقلت العدوى إلى زملائها ولا سيّما أثناء القداديس.
وسلّمت هذه الكنيسة السلطات قائمة بأسماء أتباعها الذين يزيد عددهم عن 200 ألف شخص والذين بدأوا يخضعون لفحوصات طبية لتحديد ما إذا كانت العدوى قد انتقلت إليهم، في تطوّر يرجّح معه أن تزيد بقوة أعداد المصابين المبلّغ عنهم.
وباتت كوريا الجنوبية ثاني أكبر بؤرة للوباء بعد الصين التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة في أواخر كانون الأول/ديسمبر.
إلا أنه إذا كانت كوريا الجنوبية تحتلّ المركز الثاني في العالم بعد الصين في عدد المصابين بالفيروس، إلا أنّها تحتلّ المركز الثالث في عدد الوفيات الناجمة عن الوباء، إذ تتقدّم عليها إيران التي بلغت فيها الحصيلة الرسمية للوفيات الناجمة عن الفيروس 19 في حين أنّ الحصيلة الرسمية للمصابين تناهز 140 فقط.
يذكر أن فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لمرض "كوفيد-19"، بحسب التسمية التي أطلقتها عليه منظمة الصحة العالمية، ظهر أولاً في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2019 في مدينة ووهان في سوق لبيع الحيوانات البرية وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في كانون الثاني/يناير.
وفرضت السلطات الصينية في 23 كانون الثاني/يناير حجراً على ووهان البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وأغلقت سائر أنحاء مقاطعة هوبي في الأيام التي تلت.
لكن الوباء الذي بلغ ذروته في الصين بين 23 كانون الثاني/يناير و2 شباط/فبراير، بدأ ينكفئ، مع تراجع عدد الإصابات اليومية، بحسب ما أكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء.