نجح الإضراب الذي أعلنته عنه بلديّة رهط الليلة الماضية، احتجاجًا على مقتل الشاب سامي خالد الجعار (20 عامًا). وأفاد كانشهود عيان أنّ مواجهات عنيفة اندلعت مساء الاربعاء، بين قوّات الشرطة والوحدات الخاصة وشبان من مدينة رهط، وقد قامت الشرطة باستعمال الرصاص الحي ضد الشبان، الامر الذي اسفر عن مصرع الشاب سامي خالد الجعار البالغ من العمر (20 عامًا) برصاص الشرطة" بحسب شهود العيان.
هذا وقررت بلدية رهط اعلان الاضراب العام في المدينه، وذلك اليوم الخميس 15/01/2015 في أعقاب الحادث المأساوي الذي وقع في حارة 26 في المدينة مساء الأربعاء. ويشمل الاضراب كافة المرافق الحياتية والمؤسسات الرسمية والعامة. ولا يشمل الاضراب جهاز التربية والتعليم ورياض الاطفال وجهاز الصحة. وطالبت البلدية من شرطة لواء الجنوب تشكيل لجنة تحقيق بشكل فوري في الحادث المأساوي الذي راح ضحيته الشاب سامي خالد الجعار. هذا ودعا رئيس البلدية إلى عقد جلسة طارئة لكافة أعضاء المجلس البلدي صباح الخميس لبحث الحادث المؤسف.
وعمّمت بلديّة رهط بيانًا جاء فيه: "أعلنت بلدية رهط الاضراب العام والشامل في المدينة (اليوم) الخميس، وذلك في اعقاب مقتل الشاب سامي خالد الجعار بيد الشرطة في مدينة رهط ليلة الاربعاء، وكانت البلدية قد عقدت صباح اليوم الخميس 2015-1-15، جلسة طارئة، شارك فيها رئيس البلدية طلال القريناوي واعضاء المجلس البلدي بالاضافة الى عضو الكنسيت طلب ابو عرار وعضو الكنيست السابق طلب الصانع، وقد استنكرت البلديّة بكامل اعضائها وطواقمها جريمة مقتل الشاب سامي الجعار من قبل الشرطة بدم بارد، كما واستنكرت البلدية العدوان البوليسي الهمجي على المواطنين" وفقًا للبيان.
هذا، وأفادت الناطقة بلسان الشرطة للإعلام العربي لوبا السمري، في بيان أنه "وأثناء نشاط لقوّات من الشرطة في حي رقم 25 في رهط، مساء الأربعاء، ضد ترويج المخدرات، تمّت مهاجمة افراد الشرطة من قبل محليين مع رشقهم بالحجارة" بحسب الشرطة.
وتابع بيان الشرطة: "هذا، وأصيب جراء ذلك شرطيان وصفت جراحهما بالطفيفة، إضافة لإصابة مواطن بعيارات ناريّة التي ما زال مصدرها غير واضح، ووصفت جراحه بين متوسطة وخطيرة. حيث تمت إحالة جميع المصابين للعلاج بالمستشفى، في حين تمكنت القوّات من اعتقال مشتبهيْن اثنين بالضلوع في رشق الحجارة ومهاجمة افراد الشرطة، ويتوقع تنفيذ اعتقالات لمشتبهين اضافيين لاحقًا"، بحسب البيان. واختتم البيان:"الشرطة تمكنت من السيطرة على الوضع هناك والامساك بزمام الأمور، مع الشروع بأعمال الفحص والتحقيق بكافة الجوانب والملابسات ذات العلاقة" وفقًا لما ورد في بيان الشرطة.
وقالت لوبا السمري: "وفقًا لمادة التحقيقات المتوفرة يشار الى أنّ القوّات التي تم رشقها بالحجارة، ومهاجمتها من قبل جمع غفير من المحليين، اضطرت الى اطلاق عيارات ناريّة في الهواء، للتمكن من مغادرة المكان مع اعتقال اثنين من المشتبهين، على ذمة الضلوع في هذه الأحداث، فيما تمّ لاحقًا استلام بلاغ في الشرطة حول شاب تمت احالته من المكان هناك للعلاج في المستشفى وهو مصاب بجراح نتيجة عيارات ناريّة، والتي وصفت بداية، وعلى ما يبدو، بين متوسطة وبالغة، بحيث تم خلال ساعات الليلة الماضية استلام بلاغ من المستشفى يؤكّد وفاته، مع التنويه إلى أنّ ظروف وملابسات ومصدر اطلاق العيارات النارية التي اصيب بها الشاب المرحوم ما زالت تحت الفحص، لمراجعتها من قبل قسم التحقيقات مع افراد الشرطة ماحش، وفقًا للمقتضيات القانونية ذات الصلة" بحسب ادعاءات الشرطة.
وقالت لوبا السمري: "الى ذلك، ومع انتهاء قائد المنطقة الجنوبية اللواء يهورام هليفي من جلسة تقييم صورة الاوضاع الميدانية، تم القرار على احالة التحقيقات في واقعة رشق الحجارة ومهاجمة افراد الشرطة، والاعتداء عليهم والاعتقالات الى وحدة التحقيقات المركزية اليمار في منطقة النقب، مع العلم أنّ قائد منطقة النقب امنون الكلعي التقى برئيس بلدية رهط وطاقمه الذي اعرب عن رضاه، حول عمل الشرطة ضد آفة المخدرات في المدينة وعلى التعاون الايجابي مع الجهات المعنية في اللواء الجنوبي والنقب، من اجل الحث على تبادل الحوار مع السكان وافساح المجال أمام الشرطة لاستكمال تحقيقاتها وإجراء مراسيم جنازة ودفن الشاب المرحوم، دون تطور اعمال اخلال بالنظام العام" وفقًا لبيان الشرطة.
وأكّدت السمري: "بنيّة قائد منطقة النقب عدم التسامح بتاتًا مع كل من تسول له نفسه القيام بخرق القانون او الاعتداء على أيّ من افراد الشرطة، الذين يقومون بمهامهم مع تقديم كافة الضالعين للعدالة وايقاع اقصى العقوبات بحقهم، مشيرًا الى خطورة ما حصل خلال ساعات الليلة الماضية، كما تقرّر إحالة تقرير كامل حول ما حصل لقسم ماحش، لفحصه بالتعاون التام والكامل من أجل التوصل لكامل حقيقة ما حصل، وحتى اتضاح ملابسات وفاة الشاب المرحوم خالد الجعار، التي ما زالت غير واضحة المعالم اطلاقًا، وافساح المجال امام الجهات المهنية لمواصلة التحقيقات والانتظار بصبر لنتائج الفحوصات ذات العلاقة" كما ورد على لسان الشرطة.