د. أبو صالح: الطب البديل يضر مريضة السرطان
يُصادف شهر تشرين أول – أكتوبر من كل عام، شهر التوعية العالمي لمرض سرطان الثدي، وفي كل سنة، تتبدل وتتجدد مظاهر التوعية لمكافحة هذا المرض، الذي يُعتبر من أكثر أمراض السرطان انتشارًا على مستوى العالم، من خلال فعاليات صحية وأمسيات فنية ملتزمة، وإضاءة معالم بارزة في شتى البلدان.
ومثل عادته موقع بُـكرا، يحرص ويهتم في زيادة التوعية الصحية، للناس جميعًا، وبهذه المناسبة اجرت مراستنا مقابلة مع الطبيب المختص في جراحة أورام سرطان الثدي عادل أبو صالح، الذي يشغل منصب مدير قسم خدمات علاج الفتق وإعادة تشكيل جدار البطن في مستشفى رمبام، بالإضافة إلى عمله في مستشفى أسوتا، الذي استبشر كثيرًا بإعلان شهر تشرين أول من كل عام للتوعية لمكافحة سرطان الثدي، وخاصة أنه ينتشر بشكل متزايد على الصعيد العالمي وفي البلاد.
سرطان الثدي عند النساء العربيات في البلاد اشد واصعب
وتابع د. أبو صالح، أن امرأة من بين ثمان نساء معرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي، وتتقارب نسبة إصابة به بين النساء العربيات واليهوديات، وعلى رغم أن نسبة النساء اليهوديات اللاتي تعرضن للإصابة بسرطان الثدي أكبر، إلا أن حدة الإصابة بالمرض عند النساء العربيات اشد واصعب للأسف الشديد، وهذا بسبب أن النساء العربيات يذهبن إلى الطبيب، حين تكون الإصابة بالمرض متقدمة، وهذا يعود لعدم الوعي الصحي لديهن في إجراء الفحوصات المبكرة، واكتشاف المرض، وبالتالي يكون العلاج أصعب، وحالته متقدمة.
العلاجات المتوفرة..
وعن العلاجات المتوفرة، قال د. أبو صالح، انها مزيج من العلاج الجراحي والعلاج المكمل بين الكيماوي والأشعة. ونوه، أن هنالك من الحالات تحتاج إلى عملية جراحية في البداية ومن ثم العلاج المكمل ( كيماوي أو اشعاعي)، وحالات أخرى، تستدعي في البداية العلاج المكمل ومن ثم الجراحي، وهي الحالات المتقدمة في المرض.
وأشار، أن هناك حالات مرضية متقدمة في المرض، والتي لا يُفيد معها العلاج الجراحي، ويتم معالجة المريض فقط بالعلاج المكمل.
وحول استئصال الثدي..
وعن سؤالنا له، حول الدراسات الجديدة التي تنصح في استئصال الثديين، حتى لو كان الثدي الثاني غير مصاب، قال: " لا يجب أخذ هذه النصيحة بشكل جذري، وهي لا تناسب جميع الحالات، وتنطبق على حالات مُعينة التي تستدعي استئصال الثديين، وهي اذا كانت المصابة تعاني من خلايا وراثية مسببة لسرطان الثدي جين ( BRC1) وأن هناك احتمالا كبيرا لانتقال المرض من ثدي إلى آخر، وهناك استعداد واضح لإصابة الثدي الثاني، فهنا يقترح الطبيب المعالج لاستئصال الثديين، وحشوة لاحقًا بمادة السليكون. وهذا يتشابه مع حالة الفنانة العالمية " أنجلينا جولي".
وأكد د. أبو صالح، أن هذا النوع من الاستئصال يُعرف بالمناعي، أي يمنع حدوث المرض قبل حدوثه.
عمليات تجميل وترميم الثدي..
وعن إقبال المريضات لإجراء عمليات ترميم الثدي أو زرع حشوة السليكون، قال يختلف الأمر من مريضة إلى أخرى، وهذا يعود للتكلفة في الزرع، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العمليات غير ممول من جميع صناديق المرضى للأسف، مما يضطر الكثير من المريضات بدفع تكاليف العملية كاملة من حسابها الشخصي.
د. أبو صالح: " الطب البديل يضر مريض/ة السرطان"
وعن سؤالنا حول لجوء الكثير من مرضى السرطان للعلاج البديل بدلاً من العلاج الطبي، قال: " أن هذا الحل جدًا خطير، ويؤدي في الكثير من الأحيان إلى تفاقم صحة المرضى بشكل سيء، وتقدم حالة المرض.
وأكد في قوله، " لو في طب بديل، كان من زمان سكرنا المستشفيات، ورحنا ركضنا وراهن على الطب البديل"! ونصح بعدم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج، الذي يُؤثر سلبًا على صحة المريضة، وقال انه لا يوجد من ناحية علمية دراسة تؤكد أن الطب البديل يعالج أمراض السرطان، العلاج يكون في الوسائل العلاجية الطبية المعروفة، الاستئصال، العلاج الكيماوي والإشعاعي، بالإضافة إلى أنه مكلفة، وتؤدي إلى فقدان المريض حياته.
وأكد مُجددًا أهمية الاكتشاف المبكر للمرض، قبل علاجه والتقدم في مراحله، من خلال إجراء فحوصات الكشف المبكر، مثل المموغرافيا
نصائح..
ويستهل د. أبو صالح، بالنصيحة، أن على كل فتاة بلغت العشرين عامًا القيام بالفحص اليدوي بشكل دوري لفحص ثدييها، وخاصة الصبايا الموجودات في مجموعة الخطر – وهن؛ شابة أصيبت إحدى قريباتها بالمرض، من المفروض أن تتوجه إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة للوقاية من المرض.
وتابع كل سيدة بلغت سن الأربعين يجب التوجه إلى الطبيب المختص لإجراء فحص الاشعة، مُشيرًا أن هناك حالات خاصة، تستدعي إجراء الفحوصات قبل، ومن بينهم النساء الموجودات في مجموعة الخطر.
وتحدث عن الفحوصات التي تتم بالفحص اليدوي للثدي، والفحوصات المكملة مثل؛ المموغراف، الألتراساوند، وال MRI، وهناك فحوصات أخرى معقدة، تُستدعى حسب تقدم المرض عند المرأة.
وأنهى د. عادل أبو صالح نصيحته بقوله: " المرض قضاء رب العالمين لا نقدر على منعه، لكن عند الاكتشاف المبكر له، عن طريق الفحوصات الدورية والمكملة، يمكننا القضاء عليه، وإذا تأخرنا بالكشف عنه سيقضي على المريضة!
وتمنى الشفاء والعافية لجميع السيدات في العالم، مطالبًا لهن الحفاظ على سلامتهن وإجراء الفحوصات بشكل دائم.