انتقل الى رحمته تعالى فجر اليوم الأحد مؤسس الحركة الاسلامية في البلاد الشيخ عبدالله نمر درويش من سكان كفرقاسم، حيث تمّ إقرار وفاته في مستشفى الشارون.
وتسود حالة من الحزن لدى سكان البلدة واعضاء الحركة الاسلامية، حيث اثنوا جميعا على سيرته الطيبة ومشواره الكبير في دعم مشاريع وخطوات نضالية داخل المجتمع العربي. هذا وحتى الان لم تحدد مراسيم الجنازة، حيث من المتوقع مشاركة عدد كبير من من الجماهير من كافة البلاد.
ووصل بيان صادر عن الحركة الاسلامية برئاسة الشيخ حماد أبو دعابس جاء فيه ما يلي: "راضية بقضاء الله تعالى ومسلمة الامر اليه، تنعي الحركة الاسلامية في البلاد وعائلة عيسى في كفر قاسم والخارج، الى عموم شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية، فضيلة شيخنا الوالد العلامة والداعية الشيخ عبد الله نمر درويش مؤسس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني. أعلن قبل قليل في مدينة كفر قاسم عن وفاة الشيخ عبد الله نمر درويش (69 عاما) وهو أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني نهاية السبعينات. ولد الفقيد الشيخ عبد الله نمر درويش، في عام 1948 في كفر قاسم، وهو أحد المؤسسين الأوائل للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني. في عام 1971 تخرج عبد الله نمر درويش من المدرسة الإسلامية (المعهد الديني) في نابلس، وبدأ يماس العمل الدعوي، ويعمل على بناء جيل يحمل الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة. ثم وفي منتصف السبعينات بدأت تتشكل نواة العمل الإسلامي في الداخل الفلسطيني وانضم إليه الشباب من مختلف أنحاء الداخل الفلسطيني. ألقي القبض على الشيخ درويش عام 1981، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات، أمضى منها 3، وأفرج عنه عام 1984، وكانت التهمة التي أدين بها صلته بتنظيم سري إسلامي (أسرة الجهاد) بعدما اتُهم أعضاء هذا التنظيم بحيازة أسلحة ومتفجرات وإشعال النيران في ممتلكات يهودية".
وعاد الشيخ نمر درويش بعد الإفراج عنه إلى قرية كفر قاسم ليتزعم الحركة الإسلامية، التي اهتمت بالبنية التحتية الاجتماعية، فأقامت شبكة من عشرات الجمعيات والروابط القانونية التي أسست بدورها رياض الأطفال، عيادات، نوادٍ رياضية، كلية دينية. وأسست حركة الشباب المسلم التي ركزت نشاطها بشكل أساسي على السلطات المحلية، وحددت آلية عملها على النهوض بأوضاع فلسطينيي 48 ورعاية شئونهم بأنفسهم؛ بحيث يقوم المشاركون فيها بأعمال عامة مثل شق الشوارع والطرقات وإقامة محطات الوقوف والمواصلات العامة وترميم المدارس وتنظيف المقابر وبناء الصفوف الدراسية، كما واهتمت بخدمات المسنين وعملت على إنشاء مكتبات عامة للكتب الدينية.
وقال الشيخ رائد صلاح: في مثل هذه اللحظات لا يسعنا إلا أن نعبر عن شديد حزننا وألمنا على وفاة المرحوم فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش، ولا يسعنا إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة واسعة وان يكرمه بمنزلته في الجنة، ثم لا يسعنا إلا أن نتقدم إلى أهل الفقيد وإلى أحبابه وإخوانه وإلى أنفسنا كذلك بالتعزية مرددين لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار، ثم أسأل الله تعالى أن يكرم الشيخ عبد الله نمر درويش رحمة الله عليه، بالجزاء الأوفى مقابل دوره الكبير الذي قام به في مسيرة الصحوة الاسلامية بعامة والحركة الإسلامية بخاصة في الداخل الفلسطيني، ولا يسعني إلا أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنّا لله وإنا إليه راجعون.
وقال الشيخ كمال خطيب: في جلال الموت وحضرته ليس لنا إلا أن نقول، إن لله ما أعطى وإن لله ما أخذ وكل شيء عنده سبحانه وتعالى بمقدار، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها، لا أحد يستطيع أن ينكر فضل الشيخ عبد الله، ولا الدور الذي ابتدأ به وفعلا كان السبّاق فيه، في الظرف الذي تنادى الناس لغير المشروع الإسلامي بل حاربوه، تنادى هو لنصرته والدعوة إليه، ونحن إذ نؤكد على الرغم من كل ما حصل، لكننا أبدا لم نتنكر ولن نتنكر للأيام والسنين التي قضيناها في رحاب الدعوة إلى الله تعالى وسنظل نذكرها بالخير ومعها نذكره رحمه الله، ليس المقام مقام إطالة سوى أنها الايام المباركة التي تسبق رمضان، واسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.