بعد أن ينجح المرء في الإقلاع عن التدخين والتخلص من أضراره، يكون بحاجة إلى تطهير الرئة من السموم والشوائب العالقة بها نتيجة التدخين لسنوات، والتي تسبب الكثير من المشاكل والأمراض العديدة على المدى البعيد، حيث تعد الرئتان ذا أهمية بالغة في الجسم، فهي تقوم بعملية استقبال الهواء الداخل إلى جسم الإنسان عبر الفم أو الأنف ونقله إلى المجرى الدموي، وبعد ذلك تقوم بعملية تبادل للغازات، من أكسجين لحرق الغذاء لإمداد الجسم بالطاقة والحيوية، والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يحتم تخليص الرئتين من السموم وتبعات التدخين وتأثيراته السلبية.
أوضحت دراسة هندية، إن الهدف من وراء الإقلاع عن التدخين يكون التخلص التام من السموم الموجودة في الرئتين وتنظيفها من تلوث الهواء والتدخين، ففي حالة تجاهل الشخص المدخن لهذه العملية فسيكون عرضة للإصابة بمرض سرطان الرئة كأحد تبعات التدخين، كون أن رئة الإنسان تحتوي على أكياس تشبه بالونات صغيرة تحمل هواء الدخان واستنشاقه، مما ينتج عنه تقييد للأكسجين في تدفق الدم، فتؤدي بالتالي إلى صعوبة في التنفس.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك بعض المشروبات التي يجب تناولها للأشخاص المقلعين عن التدخين للتقليل من ضرر التدخين بالرئتين وتنظيفهما من السموم، يأتي في مقدمتها الجزر، لأن عصير الجزر يعد عنصرا مهما في النظام الغذائي للإنسان، ويمكن أن يقلل من السموم الموجودة في الدم، كذلك الجريب فروت، لأن هذه الفاكهة تعمل على تطهير الرئتين بشكل كبير بعد الإقلاع عن التدخين، حيث أنها تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة في حالة تناولها بطريقة منتظمة، كما يجب تناول عصير التوت البري بشكل منتظم بعد الإقلاع عن التدخين، لأن الجسم يحتاج إلى الكثير من المواد المضادة للأكسدة من الأطعمة المختلفة لتطهيره، أيضا تناول البصل لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي يمكن أن تطهر الجسم من السموم، حيث أن إضافة البصل إلى النظام الغذائي بعد الإقلاع عن التدخين مهم لتطهير الجسم من تبعات التدخين.
كذلك تناول الزنجبيل يعمل على تطهير المخاط في الرئتين، حيث يحتوي على مضادات الأكسدة التي من شأنها أن تطرد السموم الناتجة عن التدخين، بالإضافة إلى أن تناول عصير الليمون دافئا في الصباح يعمل على تطهير الرئة بعد الإقلاع عن التدخين، وعصير الأناناس مفيد في تطهير الرئة من خلال تناوله يوميا بعد الإقلاع عن التدخين.
ويقول د. محمد البتانوني، أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بجامعة القاهرة: التدخين يترك بصماته على الرئة، وتبقى آثاره حتى بعد الإقلاع عنه، من خلال الأضرار التي يحدثها بالمواد السامة التي يحتويها الدخان، مشيرا إلى أن الإقلاع عن التدخين يعمل على وقف التأثير التراكمي الذي سيحدث لو استمر التدخين، كما أنه يقلل من نسبة حدوث الأمراض التي كانت ستحدث لو استمر الشخص في التدخين، كون أن الأضرار التي تحدث في الرئتين تقل آثارها كلما طال الوقت بعد التدخين، لافتا إلى أن هناك مجموعة من الأمور التي لا يمكن علاجها إذا حدثت، ومنها انتفاخ الرئة، حيث لا يمكن أن تعود إلى الوضع الطبيعي، وإنما تثبت على هذا الوضع، وإذا حدث التهاب مزمن في القصبات الهوائية، فإن الإقلاع عن التدخين لا يؤدي إلى إصلاحها وإنما يوقفها عند حد ومرحلة معينة، مؤكدا أنه لا يوجد أي دواء أو عشب يسرع من عملية التخلص من آثار التدخين السلبية إلا الوقت الذي يمر بعد التوقف عن التدخين، فهناك دراسة تؤكد أن احتمال الإصابة بسرطان الرئة تزيد عند المدخنين، وهذا الاحتمال يستمر بعد انقطاع عن التدخين لمدة 10 سنوات، وبعد مرور الـ10 سنوات يصبح احتمال الإصابة مثله مثل الأشخاص غير المدخنين.
ويشير البتانوني إلى أنه من العوامل التي تؤدي إلى تنظيف الرئة عملية التنفس بعمق، لأنها تحسن من قدرة الرئة من خلال إيصال الأكسجين المغذي إلى الجسم، وإمداد الجسم بالطاقة الحيوية والبعد عن التوتر، كما أن تدليك الرئة بزيت الخروع من شأنه أن يساعد على تطهيرها وتخليصها من السموم، وتناول النعناع لاحتوائه على “المنثول” الذي يساعد على استرخاء العضلات الملساء في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أنه يعد مضادا قويا للتشنجات، ناصحا بضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل الجريب فروت، والكيوي، والفلفل، والبرتقال، والطماطم، والفراولة، والقرنبيط، والأناناس، وكذلك الأطعمة المضادة للأكسدة مثل الثوم، والبصل، والفلفل الحار، والزنجبيل، والزعتر، والكركم، والتفاح، والشاي الأخضر، والأطعمة الغنية بالفيتامينات والعدس، والفاصولياء، كما يمكنك اختيار الدهون غير المشبعة الأحادية.
وتؤكد الأبحاث الحديثة على ضرورة تناول عصائر غنية بالبوتاسيوم أثناء تناول طعام الغداء، حيث يعمل البوتاسيوم الموجود في عصير الموز وعصير التوت البري على مكافحة البكتيريا في الرئتين، كذلك ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري، كونها تحافظ على صحة الجسم، وتزيد من حيوية ونشاط أعضائه المختلفة.