شيدت قرية "بورت ميريون" في سنوات العشرينات من القرن الماضي على مصب Dwyryd الرملي شمال ويلز، تحت قمم سنودونيا الشامخة وتتميز المباني في قريةPortmeirion بالنمط اليعقوبي والقوطي والنرويجي و الملونة بالوردي والأحمر والأخضر ، حيث يختلف كل سقف عن الآخر.
و رغم غرابتها تعتبر قرية Portmeirion واحدة من مناطق الجذب الأكثر شهرة في ويلز، إنها مشروع حياة مهندس معماري شغوف بالجمال، وكان يمكن أن يصيبها الجمود و تبقى واحدة من بقايا الثلاثينات و لكن بدلا من ذلك، واصلت التغيير والتطور،و إذا كان هناك أي شيء ثابت حول Portmeirion عدا عن جمالها فهو قدرتها على التجديد.
مبدع القرية هو وليامس إليس،و الذي ولد في عام 1883، وكان مهندسا ناجحا و عصاميا و لكنه يئس من الحصول على الوظيفة المناسبة فقرر أن يثبت مقولته : “أن المباني التي تقع بشكل صحيح داخل المشهد يمكن في الواقع أن تعززه” و في عام 1925، اشترى وليامس اليس مزرعة صغيرة على حافة سنودونيا وبدأ يثبت وجهة نظره، بمباني جميلة،على المنحدرات المشجرة التي تمتد وصولا الى المصب،و كانت هناك بالفعل إقامة أحدهم فحولها هذا الأخير إلى فندق على الفور، وكان يردد دائما أن قريته التي أطلق عليها Portmeirion،"بورت ميريون" وهو اسم خيالي صاغه من Merionethshire، و هي واحدة من المقاطعات التاريخية في ويلز 13،ستكون وجهة سياحية.
و كان هناك عدد قليل من المباني الأخرى،و هي أساسا الاسطبلات والمباني الملحقة، التي حاول وليامس اليس تنميقها بطريقة ملونة تليق ب“Cloughed up” الذي أصبح المصطلح الشائع لأسلوبه، فشارك في الرسم على واجهة كوخ واحد، وتعليق تمثال القديس بطرس على آخر، وكان نهجه فقط موقر مثل أسلوبه.
أما اليوم فإن معظم القرية جديد بمعنى أنه تم العثور على استخدامات جديدة للقطع القديمة،و ذلك في محاولة لإنقاذ الهندسة المعمارية، ففي السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية،و في إطار تحديث المباني من طرف المهندسين المعماريين بعد تهدم الكثير من التراث المعماري في بريطانيا، حصل وليامس اليس على هذه المباني، أو بالأصح على أجزائها،لدرجة أنه أعلن "بورت ميريون"“موطن المباني المتساقطة”.
و قد أمل وليامز اليس و زوجته أن تلهم هذه القرية الرسامين. ولكن الفنانين لم يصلوا إليها أبدا ، رغم أنها هي نفسها عمل فني، وبعد اتصالات مع أدباء لندن، قبل العديد من المشاهير دعوة الزوجين و منهم الكاتب المسرحي جورج برنارد شو، و الروائي هربرت جورج ويلز، والمهندس المعماري فرانك لويد رايت و غيرهم.
و يصعب التصديق بأن هذه القرية الصغيرة التي كادت أن تتحول يوما إلى أطلال ستتحول إلى وجهة سياحية شعبية ، وليس هذا فقط بل أصبحت تضم مركزا للفخار و السيراميك مستوحى من تصاميمها الأصلية بالإضافة إلى مهرجان موسيقي انطلق في عام 2012، كما أنها لفتت أنظار السينمائيين و منتجي الأعمال الدرامية الفرنسية و الإيطالية ،ولكن مسلسلين تلفزيونيين ضمنا لبلدة “Portmeirion” مكانا في الخيال البريطاني و هما فيلم خيال علمي The Prisoner ، و مسلسل كوميدي رومانسي في 2003 و الذي حول البلدة إلى وجهة شعبية محبوبة لحفلات الزفاف.