للمرة الأولى منذ حرب تشرين عام 1973 عبرت طائرات تابعة لسلاح الجو المصري الحدود مع إسرائيل، ولكن ليس في مهمات قتالية، وإنما بتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
وقالت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة إن ذلك حصل خلال الشهور الأخيرة، حيث دخلت طائرات تابعة لسلاح الجو المصري الحدود، وأن ذلك بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، على ما يبدو، في إطار الحرب على تنظيم "ولاية سيناء" الذي أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وجاء أن هذه الحوادث استمرت لفترات زمنية قصيرة، وحصلت أساسا في المنطقة الشمالية للحدود مع مصر. وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن الحديث عن المرة الأولى التي تدخل فيها طائرات قتالية مصرية الحدود منذ الحرب عام 1973.
وأضافت المصادر ذاتها أن الطائرات المصرية قصفت أهدافا لداعش على بعد كيلومترات معدودة من الحدود مع إسرائيل في منطقة العريش والشيخ زويد شمالي سيناء.
كما أشارت المصادر إلى أن دخول الطائرات المصرية الأجواء الإسرائيلية لم يؤد إلى احتكاكات مع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وأن ذلك، على ما يبدو، نتيجة للتنسيق المسبق.
وأشارت الصحيفة، على سبيل المقارنة، إلى أن عملية التنسيق بين سلاح الجو الإسرائيلي ونظيره الروسي في سورية تعمل منذ شهرين. وكان وزير الأمن، موشي يعالون، قد كشف قبل نحو شهر أنه في إحدى الحوادث عبرت طائرة قتالية روسية الحدود في الجولان، وعادت على أعقابها دون أن يتم اعتراضها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأضافت أنه رغم اتفاقية السلام مع مصر، والتنسيق الوثيق، العملاني والاستخباري، فإن سلاح الجو يولي أهمية كبيرة لأي اقتراب أو تجاوز لكل طائرة أجنبية لأجواء البلاد. وأشارت في هذا السياق إلى أنه في العام الماضي تم استنفار طائرات قتالية إلى الجولان عشرات المرات بسبب اقتراب مشبوه لطائرات سورية، وفي إحداها تم إسقاط طائرة في منطقة القنيطرة بواسطة صاروخ "باتريوت".
وتابعت أنه في الجنوب فإن الجيش الإسرائيلي يتصرف بشكل أكثر حذرا، ويعتمد أساسا على منظومات الرقابة الإسرائيلية، حتى لمواجهة احتمال أن يقوم طيار متمرد بمهاجمة إسرائيل.
وتابعت الصحيفة أن نظام تنسيق جيد مهم جدا لتقليص احتمالات الوقوع في حسابات خاطئة. وقال رئيس معهد "فيشر لدراسة الجو والفضاء"، جنرال الاحتياط أفراهام عشهال، وهو طيار سابق، إن الأوامر والإجراءات في الجو واضحة جدا، واتخاذ القرار بشأن عبور خط تصدر عن المستويات العليا.
وأضاف أن أنظمة التحكم والرادارات والاتصالات تعمل بمستويات جيدة، وأن لا يوجد احتمالات عالية لوقوع أحداث غير متوقعة، وحتى في هذه الحالة، وفي إطار التنسيق، هناك مسافة أمنية تتيح سلسلة من عمليات التحكم التي تصل إلى سرعة عالية جدا خلال فترة قصيرة.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه، قبل 4 سنوات، فتحت إسرائيل الملحق العسكري لاتفاقية السلام مع مصر، وسمحت بإدخال قوات مدرعة وطائرات قتالية إلى سيناء، حتى إلى المناطق الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل.
كما أشارت الصحيفة إلى أن سلاح الجو المصري يقوم بتفعيل طائرات بدون طيار ضد تنظيم داعش في سيناء، والذي يضم آلاف المقاتلين. وكتبت أن الحديث عن "ذراع فعال لداعش في الشرق الأوسط، وذلك نظرا لقدرته على تنفيذ عمليات بشكل يومي ضد الجيش المصري، وقدرته على قتل العشرات من عناصر الأمن المحليين شهريا. وأن الفجوة الأساسية التي تواجه الجيش المصري، وإسرائيل أيضا، في الحرب ضد داعش هي استخبارية، حيث أن عناصر التنظيم يعملون بشكل سري جدا، دون استخدام الهواتف، وعلى مساحات واسعة وجبلية في قلب سيناء".
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن الأشرطة المصورة التي نشرها داعش مؤخرا في سيناء، والتي يدعو فيها لتجديد العمليات ضد أهداف إسرائيلية، لم تنشر عبثا. كما أن الجيش الإسرائيلي والشاباك، اللذين شكلا قبل 3 سنوات قسما خاصا لجمع معلومات استخبارية في سيناء، يعززان جهودهما.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإنه في السنة الأخيرة حصل تقدم، وجرى تخصيص موارد لجمع معلومات استخبارية على الحدود مع مصر في أعقاب تهديدات داعش. وتشير تقديرات في وسط قيادة الجنوب العسكرية إلى أن التحذير من عملية ستنفذ من قبل داعش ضد إسرائيل سوف تصل قبل وقت قصير من تنفيذها، أو قد لا تصل أبدا.