الرئيسية » مشاركات القراء » كيف نشأ الكون ؟ هل حدث ذلك صدفه؟ هل هناك من خالق؟
كيف نشأ الكون ؟ هل حدث ذلك صدفه؟ هل هناك من خالق؟
30/04/2016 - 17:24
بقلم: محمد سليم مصاروه : صيدلي وماجيستير في علوم الادويه 
من منا لم تخطر بباله تساؤلات كهذه ؟ لقد شغلت مسألة منشأ الكون وأصل الحياه بال البشريه منذ القدم  وقد صنفت الاجابات  عنها وما زالت تصنف الناس الى مؤمنين بوجود خالق واخرين معتقدين بصدفة الوجود وتطور الحياه من محض تفاعلات كيميائيه ،هل وجود مخلوقات يستوجب وجود خالق ؟ ما هو احتمال نشوء بيت متكامل مع اثاثه دون وجود يدٍ بانيه ؟ هيا بنا نفحص هذه التساؤلات . 
 
كيف نشأ الكون ؟
 
تعتبر نظرية (الانفجار العظيم ) النظريه الأكثر شيوعاً وقبولاً لتفسير نشأة  الكون  وذلك بسبب  تمكُّن النظريه من تفسير المشاهدات الكونيه وقدرتها على التنبؤ بحقائق تم اكتشافها لاحقاً.
بحسب النظريه كان كل الكون مختزلاً في نقطه واحده  ذات ابعاد هائلة الصغر ولكنها هائلة الضخامه من حيث الحراره والكثافه، لم يكن هناك زمن ، مكان ، فراغ ، فضاء او اي شئ اخر ، كانت كل تلك الاشياء والمفاهيم داخل تلك النقطه. وفقاً للمعادلات الرياضيه لنظرية النسبيه العامه ( وهي احد ركائز نظرية الانفجار العظيم ) قبل 13.8مليار عاماً تم حدوث انفجار ادّى الى توسع الكون وتضخمه ،انبثاق الماده والطاقه ،وبدء الزمان والمكان .
 
 تفترض النظريه انه بعد 37-^10 من الثانيه من الانفجار حدث تسارع بوتيرة التضخم في الكون ، بعد انخفاض وتيرة التضخم نتجت جسيمات الماده الاوليه ( كوارك ، لبتون ،چلون)، كانت الحراره هائلةً لذلك تحركت جسيمات الماده الاوليه بسرعات ضوئيه مصطدمةً طوال الوقت فيما بينها ،انتجت الاصطدامات  جسيمات اوليه من انواع جديده وكذلك جسيمات اوليه مضاده للماده، وهي عباره عن جسيمات ذات نفس الكتله ومتعاكسه بالشحنه ( أنتي كوارك ، أنتي لبتون ،أنتي چلون) ، أدت  الاصطدامات المستمره الى ظهور حاله اتزان وتساوٍ بين جسيمات الماده  والمضاده للماده  ، بعد ذلك ولسببٍ ما حدث تفاعل كوني ادى الى فائض طفيف جداً (1من 30 مليون) من جسيمات الماده نسبةً الى الجسيمات المضاده للماده . 
استمرت الماده في التكون والحراره في الهبوط ، عندها برزت للوجود القوى الكونيه الاربع منفردةً عن بعضها البعض ، هذه القوى هي : الجاذبيه ، الكهرومغناطيسيه، القوى الذريه القويه وهي المسؤوله عن جعل نواة الذره متماسكه ، القوى الذريه الضعيفه  وهي المسؤوله عن تفكك النواه وانطلاق الاشعه منها.  بعدالإنفجار بواحد من المليون من الثانيه  إرتبطت جسيمات الماده مع بعض لتنتج بروتونات ( ايونات هيدوجين )ونيترونات وبنفس النمط تفاعلت جسيمات الماده المضاده لتنتج بروتونات ونيترونات مضاده ،تصادمت جسيمات الماده مع الماده المضاده ليؤدي ذلك الى فناءالجسيمات المتصادمه وانبثاق موجات من الاشعه في كل انحاء الكون ،تنبأت النظرية بوجود أشعه كهذه قبل ان يتمكن العلماء من رصدها في خلفية الفضاء بين المجرات والنجوم ويطلق عليها اسم (الاشعه الكونيه ذات الموجات القصيره او امواج الراديو )،ينسب العلماء انتشار الهيدروجين وعناصراخرى خفيفه في انحاءالكون الى  التفوق الخفيف الذي كان بكمية جسيمات الماده نسبةً الى الماده المضاده قبل الإصطدام وفناء الجسيمات. بعد مرور دقائق هبطت درجة الحراره الى مليار درجه مئويه لتتشكل  ايونات عناصر الهيليوم والدوتوريوم ، بعد مرور
37900 سنه تعادلت كهربائياً ذرات الهيدروجين وايضاً غازات خفيفه أخرى، تكثفت الغازات بشكل غيوم ثم تكتلت لتصير اكثر كثافةً ، قامت الماده السوداء ذات الجاذبيه الهائله بجذب تلك الغيوم لتلتأم وتتكون النجوم والمجرات ،وما زال الكون في تمددٍ وتوسعٍ في كل الجهات كدائره آخذه في الكبر، وما زالت المجرات تتباعدالواحده عن الاخرى بتسارعٍ كبير وكلما كانت اكثر بعداً من الارض كلما ازدادت تسارعاً.
 
 بداية الكون ونهايته، والقوانين الفيزيائيه 
 
قانون حفظ الطاقه والقانون الثاني للديناميكا الحراريه هما قوانين كونيه مثبته ينص الاول منهاعلى ان الطاقه لا تفنى ولا تخلق ومن الممكن تحويلها من شكل الى اخر (مثلاً حرق الوقود لتحريك السياره ) ، في السرعات الضوئيه نعاين العلاقه المباشره  بين الكتله والطاقه مثلاً تنشطر نواة الذره الى اجزاء بمجموع اقل من الكتله الاصليه  ويتحول الفرق بالكتله الى طاقه ( هكذا تعمل القنبله الذريه) كذلك تندمج انوية الذرات لتعطي نواةً اقل كتلةً من مجموع الكتل المتصادمه ليترجم الفرق بالكتله بكم هائل من الطاقه ( مصدر الطاقه الشمسيه ومبدأ القنبله الهيدروجينيه)،تؤكد نظرية الانفجار على وجود بدايه للكون ، وينفي قانون حفظ الماده والكتله إمكانية وجودهما من العدم ! وكأن الحقائق العلميه تصرخ بشده : لا بد من وجود خالق للطاقه والماده! 
ينص القانون الثاني للديناميكا الحراريه على ان المنظومات في الطبيعه تتفاعل بنسق يزيد من حالة التفكك وعدم الترتيب شريطة ان يتم ذلك ضمن نظام مغلق،اي  لا يحدث فيه خروج او دخول للطاقه ،(والكون برمته  يعتبر جهازاً مغلقاً ) مثلاً إذا لم تحرك سيارتك لوقت طويل فان الاطارات ستفرغ  وكذلك البطاريه، سوف يكسو الغبار الهيكل وسيتآكل بسبب الصدأ، وهكذا بمرور الوقت ستصير المركبه الى حاله اكثر تقدماً من التفكك والانهيار. هذا المبدأ العلمي ينبئ بنهاية الكون وتفككه، يصور علماء الفيزياء الفلكيه كيفية حدوث ذلك بفرضيتين ، الاولى تدعي ان الكون سوف يستهلك كل طاقاته  في التمدد  بحيث  لن تتوفر اي طاقه في اي نقطه في الكون  لاستمرار التفاعلات الكيميائيه الضروريه للحياه ، وعندها سوف تهبط درجة حرارة الكون الى اقصى درجه ممكنه وهي273 تحت الصفر وسيتجمد كل الكون .
الفرضيه ثانيه تقول ان الكون سيبلغ حاله قصوى من التمدد والتضخم وعندها سيتمزق كل شئ:المجرات، النجوم، الكواكب والذرات . 
 
ما هو احتمال حدوث الكون والحياه صدفه؟
 
قام الكثير من الباحثين بإجراء الأبحاث لحساب احتمال حدوث الكون او الحياه صدفةً وفي كل مره كان الإحتمال صفراً صارخاً ! 
 
١- تشترط علوم الفيزياء، الكيمياء والاحياء توافق حدوث 200 شرطاً لكي تتوفر ظروف حياه على الارض او اي كوكب آخر، سأذكر منها القدر اليسير: وجود نجم مناسب ( كالشمس) بالبعد المناسب ، وجود كوكب بالحجم والبعد المطلوبين ( المشتري) وذلك لأن المشتري يقوم بجذب آلاف النيازك والشهب اليه مانعاً اياها من الوصول الى الارض ، وجود القمر ليمارس قدراً مضبوطاً من الجاذبيه على الارض لضبط محور دورانها حول نفسها حتى لا تتأرجح وتتعاقب فصول السنه بشكلٍ منتظم ،قد يقول قائل ان كتل الكواكب ومواقعها في الفضاء انما تقررت بحسب قوة الجاذبيه ، لكن مقدار قوة الجاذبيه بحد ذاته يثير الدهشه ذلك لانه بحسب المعادلات الرياضيه لو حصل تغيير أقل من الطفيف بقدر واحد من مليار المليار بتوزيع القوى الكونيه الأربع لم تكن لتتشكل النجوم ولا المجرات!. 
 
نحن ايضاً بحاجه الى :غلاف جوي بخليط دقيق من الغازات ، قشره ارضيه بخصائص معينه  لاعادة تدوير الكربون في الطبيعه ،  عنصر الكربون بخصائصه الكيميائيه الخاصه ،الماء وميزاته الكيميائيه التي جعلته أن يكون : ذو أربطه هيدروجينيه ، مذيباً لشتى المواد الكيميائيه ، موصلاً للكهرباء ،مخترقاً لاغشية الخلايا، ويلزمنا ويلزمنا ....
 
إن عدد التوافقيات الممكنه لالتقاء 200شرطاً(!200)  هو رقم خيالي أكبر من واحد و500 صفر عن يمينه ! إحتمال أن تتوافق كل الشروط المطلوبه صدفةً مساوٍ لحاصل قسمة واحد على الرقم الخيالي والناتج صفر بالتأكيد !
 
٢- بنفس النمط تم حساب إحتمال تفاعل الذرات من اجل انتاج أجزاء خليه واحده وذلك لفحص صحة افتراض نظرية التطور بأن الكائنات الحيه انبثقت عن كائن احادي الخليه تكوّن نتيجةً لتفاعلات كيميائيه ، قام العلماء بحساب عدد التوافقيات المطلوبه فكانت النتيجه واحد و40 صفراً عن اليمين ! بطبيعة الحال الاحتمال لتصادف الحدث مساوٍ للصفر ،ولو إفترضنا امكانية حدوث التفاعل كما يصِّر اصحاب نظرية التطور ولو ان التفاعل المفترض استغرق ثانيةً واحدةً لا اكثر ، فانه يجب ان يمر زمن مقداره واحد و40صفراً عن يمينه من الثواني كي تنجح محاوله واحده! ، لكن من جهه ثانيه هذا الزمن اكبر بأضعاف من عمر الكون بالثواني ( 4 و17 صفراً عن اليمين ) طبقاً للحسابات الفيزيائيه !  
 
 
 
تؤكد نظرية الانفجار العظيم  والقوانين الفيزيائيه على وجود بدايه للكون ونهايه ويخبرنا علم الاحتمال بصوره قاطعه بإستحالة حدوث الكون صدفه، وإستحالة إنبثاق الحياه تلقائياً،كلما مرَّ الوقت وتطورت النظريات العلميه كلما أشار العلم بشكل صارخ الى وجود خالق للكون بث فيه الطاقه ،الماده،والحياه.
 
 ما فتأت النصوص القرآنيه مند نزولها تدعوا المؤمنين والملحدين على حدٍ سواءٍ أن يتفكروا ويبحثوا في علوم الكون، وان يسلكوا البحث العلمي طلباً للحقيقه ( أَوَلَم يَتَفَكَّروا فى أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ بِلِقائِ رَبِّهِم لَكٰفِرونَ) ، والخالق ازليٌ موجودٌ ماقبل البدايه وأبديٌ باقٍ مابعد النهايه (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) وحتماً لا يمكن ان يكون الخالق من جنس المخلوق لأن صفة الكون التفكك والفناء ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، ولا يمكن ان يكون له شريكٌ في الألوهيه وإلا لإستحال سريان نفس القوانين الفيزيائيه في كل انحاء الكون (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ) ما نعاينه حولنا من ترتيبٍ وتركيبٍ في الكون ومخلوقاته يدل على حكمةٍ مقصوده وليس عبث الصدف الغير معقوله 
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) !
 
كيف نشأ الكون ؟ هل حدث ذلك صدفه؟ هل هناك من خالق؟

كيف نشأ الكون ؟ هل حدث ذلك صدفه؟ هل هناك من خالق؟

اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
  • 04:41
  • 11:24
  • 02:23
  • 04:44
  • 06:03
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1