قالت صحيفة "المستقبل" اللبنانية أن عشرين شاحنة سورية محملة بمواد ومعدات لصنع سلاح كيميائي دخلت الى العراق على الرغم من نفي السلطات الرسمية ذلك، فيما يجري رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي محادثات مع القيادة الايرانية في اطار رغبة بغداد بتحقيق حشد اقليمي داعم لمبادرة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الخاصة بتسوية سلمية للملف السوري الملتهب سلمياً لما تمثله طهران من ثقل كبير لدى نظام الاسد الذي يعد الحليف الاستراتيجي الابرز لها في المنطقة.

 

وافادت مصادر مطلعة في الانبار المحاذية لسوريا بأن "المنفذ الحدودي الوحيد العراقي مع سوريا في محافظة الأنبار شهد يومي الخميس والجمعة زيادة غير طبيعية في مرور الشاحنات السورية مقارنة بالأيام التي سبقتها"، لافتة الى ان "الشاحنات كانت تعبر المنفذ وسط حماية قوات خاصة امنية وعسكرية غير مسبوقة دون خضوعها للتفتيش المعتمد مما اثار شكوكا كبيرة بانها تحمل مواد كيميائية او معدات عسكرية محظورة".

 

وبينت المصادر ان "20 شاحنة مخصصة لنقل منتجات غذائية وزراعية عبرت من دون تفتيش الحدود في غضون اليومين الاخيرين لكنها كانت تحظى بحماية مشددة دون غيرها من الشاحنات التي تحمل ذات العنوان مما اثار شكوكا لدى العاملين في المنفذ"، موضحة ان "الشاحنات التي تحظى بحماية مشددة لم تتجه نحو طريق المرور السريع المؤدي الى بغداد وانما اخذت اتجاه الطريق الصحراوي المؤدي الى كربلاء دون معرفة الوجهة النهائية لها".

 

وكان "الجيش السوري الحر" وعدد من المعارضين قد اتهموا نظام بشار الأسد بنقل ترسانة أسلحته الكيميائية إلى العراق بإشراف قوات فيلق القدس الإيراني وبعلم بغداد.

 

الى ذلك، أفاد مصدر في قيادة حرس حدود الانبار بأن السلطات العراقية عززت اجراءاتها العسكرية على طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا خشية من عمليات تسلل محتملة. وقال المصدر في تصريح صحافي إن "قوات حرس الحدود وبالتعاون مع عمليات الجزيرة والبادية نشرت العشرات من المدرعات والدبابات والاسلحة الثقيلة على طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا مع نشر حواجز بطول 56 كيلومترا وتعزيز اجراءات التفتيش والرصد والمتابعة".

 

واضاف المصدر أن "القيادات الامنية اوعزت الى منتسبيها بضرورة استخدام القوة المميتة في حال حدوث أي خرق ارهابي واحباط محاولات التسلل الى العراق من سوريا وبالعكس"، مشيرا الى أن "القوات الامنية اعطيت اوامر ايضا بمساعدة العوائل السورية التي قد تطلب اللجوء الى العراق وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات انسانية وطبية".