لم تعد هناك زاوية في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية الا وتتكدس فيها أكوام النفايات التي تنبعث رائحتها في كل حدب وصوب جراء تواصل اضراب العاملين في وكالة الغوث "الاونروا" لاكثر من 50 يوما مما ينذر بكارثة بيئية في المنطقة.
وفي هذا السياق، حذرت وزارة الصحة من تكدس النفايات خاصة في المناطق المأهولة بالسكان، لما لها من تأثير على البيئة بشكل عام وصحة المواطنين بشكل خاص.
وقال إبراهيم عطية مدير ادارة صحة البيئة في وزارة الصحة ان اطنان النفايات داخل المخيمات وامامها من شأنها أن تؤدي الى كارثة بيئية وتهدد حياة الالاف المواطنين خاصة صغار السن منهم.
وأوضح ان النفايات تحتوي على مواد عضوية قابلة للتعفن والتلوث، مما يؤدي الى انتشار البكتيريا والفيروسات في الهواء وانتقالها الى المواطنين في المنطقة.
كما ان هذه النفايات تجذب القوارض والكلاب والقطط الضالة والتي قد تنقل الامراض الى الانسان، موضحا ان الفئران تستطيع نقل اكثر من 29 مرضا جراء تنقلها ما بين اكوام النفايات ومنازل المواطنين القريبة.
كما حذر من تواجد المكونات العضوية لبقايا الحيوانات المذبوحة داخل هذه النفايات التي تسرع من انتقال الامراض.
وأوضح ان الاطفال اكثر المعرضين للامراض نتيجة النفايات خاصة خلال لعبهم خارج المنزل واختلاطهم مع القطط والكلاب او اقترابهم من النفايات التي تكون مليئة بالبكتيريا والفايروسات والجراثيم خاصة ان ازقة المخيمات ضيقة وهناك كثافة سكانية بداخلها وهو ما ينشر الامراض بشكل اكبر.
كما ان الروائح الكريهة للنفايات تؤثر كثيرا على كبار السن خاصة حملة امراض الضغط.
وحذر عطية من حرق النفايات الصلبة، قائلا "ان مفعولها يزداد تأثيرا بعد الحرق لان هذه النفايات تحتوي على البلاستك وهو يحتوي على مواد مسرطنة".
واشار مدير ادارة صحة البيئة الى المخاطر المستقبلية لهذه النفايات، موضحا انه بعد تكدس النفايات في نفس الموقع لمدة طويلة فان عصارتها تتسرب الى التربة الامر الذي يؤدي الى تلوث التربة كما أن من الممكن تسربها الى المياه الجوفية ما يهدد بانتشار الامراض والجراثيم.
ولفت الى ان وزارة الصحة تتابع عن كثب ملف المخيمات خاصة انتشار النفايات وتطمئن باستمرار مع الجهات المختصة على صحة المواطنين، وحتى اللحظة الوضع مسيطر عليه لكن هناك تخوف من انتشار الامراض بشكل كبير في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وقال ان النفايات تسبب انتشار في الامراض المعوية من نزيف واسهال شديد وقد يصل الحد الى التهابات في الكبد وغيرها.