حذرت مصادر غربية واسعة الاطلاع في بروكسل من خطر انزلاق دول إقليمية إلى الانخراط في أدوار عسكرية مباشرة على الأرض العراقية، الأمر الذي ينذر بتعقيد النزاع وتزايد احتمالات توسعه.
وقالت المصادر الغربية لصحيفة "الحياة" اللندنية، نقلاً عن "مصادر عراقية موثوقة"، إن الغارات الجوية التي شنت في الأيام الماضية في العراق ضد مواقع "داعش" دعماً للقوات الحكومية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي، "نفذتها طائرات إيرانية يقودها طيارون إيرانيون".
وأضافت أن هذه الطائرات انطلقت من قواعد إيرانية قريبة من حدود العراق، وفي بعض الأحيان من قواعد جوية في سوريا.
وشددت المصادر نفسها على أن الطائرات الحربية التي تسلمها العراق من روسيا، لم تشارك في القتال بعد، وأن الإعلان عن وصولها سهل للطائرات الإيرانية تنفيذ غاراتها، وأشارت إلى أن طائرات الهليكوبتر التي استهدفت مواقع المعارضين المسلحين كانت طائرات تابعة لسلاح الجو العراقي.
ولفتت المصادر إلى أن المشاركة الميدانية الإيرانية في الأحداث الدائرة في العراق توحي بأن طهران اختارت طريق التشدد، وأنها تتعامل مع تقليص سلطة الحكومة العراقية الموالية لها على أنها محاولة لتقليص النفوذ الإيراني في هذا البلد، وهو "ما لن تقبل به في وقت تخوض مفاوضات صعبة مع الغرب تتعلق بملفها النووي".
وفي طهران، نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أن تكون أرسلت طائرات حربية إلى العراق.
وفي موسكو، أكدت مصادر عسكرية روسية أن بغداد تسلمت خلال الأيام الأخيرة خمس مقاتلات من طراز "سوخوي 25"، في إطار اتفاق سابق على تزويد العراق بـ12 طائرة من الطراز ذاته، وتم تسريع تنفيذه بعد التطورات الأخيرة.
ووفق المصادر، وصلت الطائرات الخمس إلى العراق قبل أيام، وأن تسريع تنفيذ العقد تم باتفاق بين الطرفين في المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الأسبوع الماضي، وأعرب خلالها عن تضامن موسكو مع جهود الحكومة العراقية لمواجهة الموقف الناشئ. وزادت "إن الطائرات السبع الأخرى سيتم تسليمها في أسرع وقت".
واللافت أن موسكو لم تعلن عن وجود هذا العقد في وقت سابق.
ولم توضح المصادر أي تفاصيل عما إذا كانت الطائرات المسلمة دخلت الخدمة العسكرية فوراً، لكن جهات روسية تحدثت إليها "الحياة" أشارت إلى أن الاتفاق الروسي - العراقي ركز على هذا الطراز من "سوخوي"، لأن طائرات من هذا النوع كانت مستخدمة في العراق أثناء فترة الحرب العراقية – الإيرانية، ما يعني أن لدى الطيارين العراقيين خبرة جيدة في استخداماتها، ولا يحتاجون للمرور بفترات تدريب خاصة عليها، في إشارة إلى احتمال أن تكون دخلت الخدمة الميدانية فوراً.
وفي واشنطن، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ"الحياة" أن واشنطن "اطلعت على تقارير ومدركة أن لدى إيران وكلاء داخل العراق، وزودت الجيش العراقي ببعض المعدات".
وأضاف المسؤول أن الإدارة "تراجع التقارير التي تحدثت عن استلام العراق سلاحاً من إيران، وسنتخذ القرار المناسب، ونحن نجمع المزيد من المعلومات".
وشدد على أنه "إذا كانت إيران تعمل فقط كقوة عسكرية نيابة عن الشيعة، وإذا انحصرت في هذا الإطار، فان ذلك سيسيء إلى الوضع، وسيقوض فرص تشكيل الحكومة العراقية، والقيام بخطوات بناءة في المدى الطويل".