في عرض تقييمه لسير المفاوضات بين مجموعة "5+1" وطهران حول ملفها النووي، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الطرفين حققا تقدما ملحوظا لكن هناك مسائل جدية لا تزال عالقة.
وفي تصريح صحفي أدلى به في العاصمة النمساوية فيينا أفاد كيري بأن وزراء خارجية السداسية سيجتمعون في فيينا الأحد 5 يوليو/تموز.
وأضاف الوزير الأمريكي أنه يشاطر الرأي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن الطرفين سارا أقرب من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق نهائي، لكنه لم يستبعد تغير سير المفاوضات.
وأشار إلى أن "الطرفين ينويان الآن إتمام العمل في الموعد المقرر (بحلول 7 يوليو/تموز)"، مضيفا: "هذا هو هدفنا، وننوي ممارسة الضغط اللازم لتحقيقه".
وأكد كيري إمكانية عقد الاتفاق خلال الأسبوع القادم، مع أنه أكد أنه في حال عدم حدوث ذلك فإن الولايات المتحدة ستنسحب من العملية التفاوضية.
وكان كيري وظريف عقدا صباح الأحد اجتماعا مغلقا استمر ساعة تبعه اجتماع آخر بعد استراحة قصيرة.
اتفاق نهائي بين السداسية وإيران بخصوص مفاعلي آراك وفوردو
ونقلت وكالة "تاس" عن مصدر دبلوماسي في أحد الوفود الغربية قوله الأحد 5 يوليو/تموز: "لقد وجدنا حلولا، ويتم الآن الاتفاق على التفاصيل، ولكن الأطراف توصلت رسميا إلى تفاهم".
ولفت إلى أن "هذه القرارات تستطيع إدهاش المراقبين"، دون أن يكشف عن التفاصيل.
الوفدان الإيراني برئاسة وزير الخارجية جواد ظريف والأمريكي برئاسة وزير الخارجية جون كيري
وأفاد مصدر دبلوماسي روسي بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سينضم الأحد إلى المحادثات الجارية في فيينا بين دول مجموعة "5 + 1" وإيران.
وقد صدرت رسائل توافقية من الولايات المتحدة وإيران الجمعة بخصوص سير المفاوضات، إذ رحب جون كيري بـ"الجهود الصادقة" من قبل جميع الأطراف، فيما تحدث نظيره الإيراني عن "تحديات مشتركة" خاصة في مكافحة التطرف.
وقبل 4 أيام من انتهاء المهلة المحددة مبدئيا للتوصل إلى تسوية بشأن الملف النووي الإيراني، قال ظريف "لم نكن يوما أقرب من التوصل إلى اتفاق" حتى وإن لم يكن هذا الاتفاق "أمرا مؤكدا" بعد.
وكثفت السداسية وإيران من جولات النقاش بين الخبراء في فيينا منذ الأحد الماضي، سعيا للوصول إلى اتفاق شامل في 7 يوليو/تموز الجاري.
وتهدف المفاوضات إلى التوصل لاتفاق يضمن خلو البرنامج الإيراني من أي بعد عسكري مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد إيران.
وتريد المجموعة الدولية أن تكبح البرنامج النووي الإيراني لـ10 سنوات على الأقل، الأمر الذي ترفضه طهران.
كذلك يشكل رفع العقوبات عقدة بالغة الأهمية، لأن إيران تأمل في تدابير فورية، أما مجموعة 5+1 فتريد رفعا تدريجيا ومشروطا لهذه العقوبات.
مصدر: رفع العقوبات عن إيران وارد في حال التوصل إلى حل لمسألة الجانب العسكري
قال مصدر دبلوماسي غربي مقرب من المفاوضات في فيينا إن العقوبات الأساسية المفروضة على إيران يمكن أن ترفع حتى شهر ديسمبر/كانون الأول القادم إذا ما تم تسوية جميع المسائل المتعلقة بالبعد العسكري الممكن لبرنامج إيران النووي.
وبين المصدر أن الحديث يدور في الأساس عن العقوبات الاقتصادية.
وكان توضيح المسائل حول ما يسمى "الأبعاد العسكرية المحتملة (PMD)" موضوع المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تباطأت في الأشهر الأخيرة حيث أكدت الوكالة أن هناك مسألتين لم يتم الحصول على إجابة عنهما من الجانب الإيراني كان يجب أن يتم توضيحهما قبل أغسطس/آب من العام الماضي.
واتفقت إيران مع الوكالة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 على ضرورة تقديم توضيح لـ12 مسألة تتعلق بالبحث والتطوير للبرنامج النووي يشتبه بإمكانية استخدامها في المجال العسكري.
والتوصل إلى اتفاق نهائي ستكون له انعكاسات دولية مهمة إذ سيفتح الطريق أمام تقارب قد بدأ فعلا بين الولايات المتحدة وإيران، وأمام عودة الجمهورية الإسلامية إلى الساحة الدولية رغم قلق إسرائيل ودول الخليج وخصوصا السعودية.