قال رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو إن أنقره "ستعمل بالتعاون مع روسيا وحلفائنا لخفض حدة التوتر" مع موسكو والتي تصاعدت عقب قيام الأتراك باسقاط طائرة حربية روسية عند الحدود التركية السورية يوم الثلاثاء.
وقال داود أوغلو في مقال خص به صحيفة التايمز اللندنية إن قتال التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية" (داعش) يمثل الأولوية القصوى.
ولكنه قال ايضا إنه يجب على تركيا حماية سيادتها الوطنية.
وتقول روسيا إن مقاتلة تركية من طراز F16 أسقطت طائرتها الحربية في الأجواء السورية، ولكن الأتراك يقولون إن الطائرة الروسية انتهكت مجالهم الجوي.
وتحطمت الطائرة الروسية على سفح جبل على الجانب السوري من الحدود في منطقة يسيطر عليها متمردون سوريون.
وقتل واحد من طاقم الطائرة الروسية - المكون من شخصين - بنيران ارضية صوبها نحوه متمردون سوريون اثناء هبوطه بالمظلة من الطائرة المحترقة، أما الطيار الآخر فقد تم انقاذه في عملية عسكرية نفذتها قوات خاصة سورية وروسية.
وأدت الحادثة الى رفع حدة التوتر بين موسكو وأنقره بشكل خطير، إذ حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "عواقب وخيمة."
كما رفض الرئيس بوتين يوم الخميس ادعاءات تركيا بأنها لم تكن تعلم بأن الطائرة التي اسقطتها كانت طائرة روسية.
وكان الرئيس الروسي يتحدث عقب لقائه بنظيره الفرنسي الزائر فرنسوا هولاند. وقد تعهد الرئيس بوتين عقب الاجتماع بالتعاون بشكل وثيق مع فرنسا في قتال مسلحي داعش.
وكان التنظيم الاسلامي المتطرف قد تبنى الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس في الـ 13 من الشهر الحالي، وهي الهجمات التي اسفرت عن مقتل 130 شخصا، فيما قالت حركة مرتبطة بداعش إنها المسؤولة عن تفجير طائرة ركاب روسية كانت تقل سائحين روس عائدين الى بلادهم من منتجع شرم الشيخ المصري مما اسفر عن مقتل كل ركابها الـ 224.
وما لبثت روسيا تشن غارات جوية على مناوئي الرئيس السوري بشار الأسد منذ اواخر أيلول / سبتمبر الماضي.
وتصر تركيا على تنحي الرئيس الأسد قبل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية.
وكتب داود أوغلو في مقاله "ان اسقاط طائرة حربية مجهولة الهوية في الأجواء التركية لم يكن - وليس - عملا موجها ضد دولة بعينها"، مشيرا الى أن "تركيا تصرفت بموجب قواعد الاشتباك المعمول بها، وان هذه القواعد التي وضعت للدفاع عن البلاد ما زالت سارية المفعول."
ولكن رئيس الحكومة التركية أكد ايضا على أن "المشاورات الضرورية تجري الآن" مع روسيا.
وحذر داود أوغلو المجتمع الدولي من خطورة "الاقتتال الداخلي"، حاثا اياه على تشكيل جبهة موحدة ضد داعش.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد رفض في وقت سابق مطلب روسيا بالاعتذار عن اسقاط الطائرة قائلا إن انقره لا ينبغي أن تعتذر لمن انتهك مجالها الجوي.
ولكن اردوغان قال لقناة فرانس 24 التلفزيونية "لو كنا نعرف أن الطائرة روسية ربما كنا سننذرها بشكل مختلف."
ولكن الرئيس الروسي بوتين قال الخميس إنه "من المستحيل" على تركيا أن تكون تجهل انها تطلق النار على طائرة روسية.
وقال "أحطنا زملائنا الأمريكان علما مقدما باماكن واوقات عمل طيارينا والقواطع التي ينشطون فيها، وكان الجانب الأمريكي، الذي يقود التحالف الذي يضم تركيا، على علم كامل بزمان ومكان طائراتنا."
ويصر الجيش التركي على أنه حذر الطائرة الروسية عدة مرات قبل اطلاق النار عليها بعد 17 ثانية فقط من دخولها الاجواء التركية.
ولكن الطيار الروسي الذي نجا من الحادث أصر على انه وزميله لم يتسلما أي تحذير وعلى أن الطائرة لم تدخل الأجواء التركية ابدا.