انطلقت بعد ظهر اليوم، الجمعة 28 آذار/مارس 2025، المسيرة المركزية في مدينة عرابة، وذلك إحياءً للذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض الخالد. وبدأت المسيرة في الساعة الثالثة من ساحة السوق وسط المدينة، بمشاركة وفود كبيرة من سخنين ودير حنا، وانتهت بمهرجان خطابي في ساحة مدرسة الرازي، قرب النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض.

 

وتحولت الفعالية إلى مهرجان مركزي واسع، حيث أُلقيت كلمات من قبل قيادات وطنية وشخصيات جماهيرية، تمحورت حول رسائل سياسية ومطلبية حادة، أبرزها: رفض الحرب على غزة، والتنديد بجرائم القتل والعنف المنظم في المجتمع العربي، ورفض سياسات هدم البيوت والتمييز العنصري الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية.

تزامنًا مع انطلاق المسيرة، انتشرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود في محيط المدينة، ونصبت حواجزها على مداخلها. وهددت قيادة الشرطة باقتحام المظاهرة إذا رُفع علم فلسطين، ما اعتبره المشاركون استفزازًا مباشرًا ومحاولة لقمع حرية التعبير.

 

في بيانها الرسمي، قالت لجنة المتابعة العليا إن يوم الأرض كان وما زال "الانتفاضة الشعبية الجامعة الأولى لجماهيرنا في الداخل الفلسطيني"، مؤكدة أن معانيه تتجدد هذا العام في ظل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، وتصاعد الملاحقات السياسية ضد النشطاء، وتغاضي الدولة عن استفحال الجريمة كأداة لتفكيك المجتمع العربي.

 

وأضافت اللجنة: "نُحيي الذكرى الـ49 ليوم الأرض في ظل تصعيد غير مسبوق من القمع والعنصرية، وفي ظل دعم واضح لعصابات الإجرام من قبل الأجهزة الرسمية، طالما أن الضحايا هم من أبناء شعبنا. لكن جماهيرنا، التي انتفضت في آذار 1976 دفاعًا عن الأرض والكرامة، لا تزال متمسكة بحقها في وطنها، ومصمّمة على النضال ضد كل السياسات السلطوية بأدواتها الجديدة والأشد فتكًا".

 

 وأكدت لجنة المتابعة أن الحضور الشعبي الواسع في مسيرة اليوم يعبّر عن وحدة الموقف الوطني، ويبعث برسالة صمود متجددة من الداخل الفلسطيني إلى كل بقاع الوطن.