دلت تصريحات جميع المسؤولين الأوروبيين الذي التقاهم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في زيارته لفرنسا وبلجيكا، أمس واليوم، على فشل الأخير في تسويق إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، وخابت مساعيه بحثهم على تغيير رأيهم.
ورفضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، خلال المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، اليوم الإثنين، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت إن الاتحاد الأوروبي متمسك بحل الدولتين وفق القوانين والمواثيق الدولية، ويرى بالقدس عاصمة للدولتين.
وأدانت موغيريني ما وصفتها بـ"الهجمات على اليهود في كل العالم"، وتابعت "كشركاء وأصدقاء لإسرائيل، نعتقد أن المصالح الأمنية لإسرائيل تقتضي إيجاد حل قابل للاستمرار وشامل" للقضية الفلسطينية. وقالت إن الاتحاد الأوروبي "سيكثف جهوده من أجل إحلال السلام وسيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الشهر المقبل.
وفي المؤتمر الصحافي الذي جمع نتنياهو بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم أمس في باريس، أدان الأخير إعلان ترامب وأكد أمام نتنياهو أن بلاده تعتبر القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل.
وتابع ماكرون "كلانا يريد سلامًا إقليميًا، فرنسا متمسكة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، تعيش كلتاهما بسلام، وشرحت لنتنياهو عدم رضانا عن إعلان ترامب التي تخالف القانون الدولي وتشكل خطرًا على عملية السلام، فرنسا مقتنعة بأن الحل الوحيد الذي يتوافق والقانون الدولي هو حل الدولتين، وهذا يمكن ان يتم فقط عن طريق المفاوضات، سندعم أي مبادرة لتحقيق ذلك ومن هنا أدعو رئيس الحكومة لتنفيذ خطوة جريئة لكسر الجمود".
وزم نتنياهو أمام للصحافيين، اليوم الإثنين، لدى استقبال موغيريني له قبل اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد، إن قرار ترامب "يجعل السلام ممكنا لأن الاعتراف بالواقع هو جوهر وأساس السلام".
وتابع أن "هناك جهودًا الآن لطرح اقتراح جديد للسلام من جانب الإدارة الأميركية. أعتقد أننا يجب أن نعطي السلام فرصة. أعتقد أننا يجب أن نرى ما هو مطروح وما إذا كان يمكن أن نحقق تقدما تجاه هذا السلام".
وقال نتنياهو إن الدول الأوروبية عليها أن تحذو حذو خطوة ترامب، التي أدانها الفلسطينيون وحكومات أوروبية، لكن أي من دول الاتحاد الأوروبي لم تقبل طلبه.
وأضاف "أعتقد رغم أننا لم نصل لاتفاق بعد، فإن ذلك سيحدث في المستقبل. أعتقد أن جميع، أو بعض، الدول الأوروبية ستنقل سفاراتها إلى القدس وتعترف بها عاصمة لإسرائيل وتتعاون معنا بقوة من أجل الأمن والرخاء والسلام".