أصيب أكبر مشفيين في شرق حلب، الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، فجر اليوم، الأربعاء، بضربات جوية، فيما تستمر المعارك في المدينة، حيث أعلنت قوات النظام تحقيق تقدم على الأرض، خلال الساعات الأخيرة.
وقال أدهم سحلول، من الجمعية الطبية السورية الأميركية، التي مقرها في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس، الأربعاء، 'وقع الهجوم عند الساعة الرابعة صباحًا، عندما استهدفت طائرة عسكرية المستشفيين بشكل مباشر'.
وأضاف أنه في أحد المستشفيين دمر مولد للكهرباء بالكامل، وفي الغارة الثانية جرح ثلاثة عاملين في المستشفى، هم سائق سيارة إسعاف وممرضة ومحاسب.
وتابع 'لم يبق (في شرق حلب) سوى ستة مستشفيات تعمل بعد توقف هذين المستشفيين عن العمل'.
وأوضح سحلول أن المستشفيين يضمان أقسامًا للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات وتعرضا من قبل لغارات جوية، واصفا القصف بأنه 'متعمد'.
وفي نيويورك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، أن الهجمات على مستشفيات في حلب تشكل 'جريمة حرب'، وقال أمام مجلس الأمن إن 'الأمر أسوأ من مسلخ'، لافتًا إلى 'أشخاص فقدوا أعضاءَهم' و'معاناة رهيبة مستمرة لدى أطفال'.
وتتعرض الأحياء الشرقية، التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، منذ أسبوع، لغارات جوية عنيفة يشنها طيران النظام السوري والروسي، أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمرت مباني سكنية.
ولم يعرف ما إذا كان المستشفيان تعرضا لغارات شنتها طائرات تابعة للجيش النظام أم لحليفه الروسي.
والغارات مستمرة منذ أعلن جيش النظام السوري، في 22 أيلول/سبتمبر، البدء بحملة واسعة لاستعادة كامل مدينة حلب المنقسمة منذ عام 2012، بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام.
وقتل، خلال الغارات، أكثر من 165 شخصًا أغلبهم من المدنيين، منذ بدء الحملة على الأحياء الشرقية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان الجيش السوري استعاد السيطرة، أمس الثلاثاء، على أحد أحياء المعارضة في وسط حلب، بعد أيام من القصف الجوي الكثيف.
وأكد سحلول 'أن تجدد القصف يعني التوقيع على صك مقتل مئات من الأشخاص'.
ودان البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، في روما، تصاعد أعمال العنف في سورية، ودعا المسؤولين عنها إلى 'مراجعة ضمائرهم'، مؤكدا أن 'الله سيحاسبهم'.
وطالبت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على تويتر 'بإجلاء الجرحى والمرضى في حالة حرجة من حلب الشرقية' مضيفة 'أنهم، الآن، واقعون في الفخ وقد يموتون'.
بدورها، نبّهت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأجهزة الطبية في شرق حلب على وشك 'التدمير الكامل'، مطالبة 'بإقامة ممرات إنسانية من أجل إجلاء المرضى والجرحى'.
وكان الجيش النظامي السوري طلب، بعد إعلانه بدء الهجوم، من سكان حلب الشرقية المغادرة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، إلا أن أغلب السكان يخشون توقيفهم لدى عبورهم إلى حلب الغربية.
وقتل، اليوم، أيضًا، ستة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي قرب مخبز في حلب الشرقية، بحسب المرصد السوري ومسعفين.
وقال أحد المسعفين في المكان 'سقطت قذائف أمام مخبز في حي المعادي عند الساعة الثالثة فجرًا. شاهدت ست جثث، ولم يتمكن أحد من سحبهم إلا في الصباح بسبب كثافة القصف على المنطقة'.
وأضاف مفضلا عدم كشف هويته 'لقد حاولت إحدى سيارات الإسعاف سحبهم، لكن قذيفة سقطت بالقرب منها وأصيب المسعفون بالشظايا'.
ويستهدف جيش النظام السوري حي المعادي بشكل خاص، انطلاقا من قلعة حلب التاريخية في المدينة القديمة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وأفاد المرصد أن هذه المنطقة تشهد، منذ الثلاثاء، معارك عنيفة.
من جهته، رأى رئيس 'الخوذ البيضاء' (الدفاع المدني في مناطق المعارضة)، رائد الصالح، أمس، الثلاثاء، أن القسم الشرقي من حلب، الذي تحاصره قوات النظام، ويتعرض لهجوم منذ أيام، لن يصمد 'لأكثر من شهر' بسبب استمرار تدمير ما تبقى من الخدمات العامة.
وقال الصالح 'لن يكون هناك مياه أو كهرباء أو وقود ولن تتمكن المستشفيات من مواصلة عملها'.
وفي حي العزيزية، الذي تسيطر عليه قوات النظام، قتل مدنيان، الأربعاء، وأصيب عشرة آخرون بسقوط قذائف أطلقها مقاتلو الفصائل المعارضة، بحسب مصدر طبي.