تنطلق اليوم، الجمعة، في العاصمة الإيرانيّة، طهران، قمّة ثلاثية تشمل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيّب إردوغان، والإيراني، حسن روحاني، وهي الدول الثلاث الراعية لـ"مناطق خفض التصعيد".
وتبحث القمّة عددًا من الملفات أبرزها إدلب على وقع الحشود العسكريّة للنظام السوري وتهديداته بشنّ عملية واسعة، ومن المقرّر أن تحسم القمّة هذا "الملفّ"، في ظلّ التباينات التركية – الروسية حول المحافظة التي يقطنها ملايين السوريين ممن فرّوا إليها أو من سكانها.
وترفض تركيا أي عمل عسكريّ في إدلب، رغم تصنيفها "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقًا) حركةً إرهابية، الأسبوع الماضي، وهي الخطوة التي أثارت احتمال أن تقوم تركيا هي، أو عبر الجيش الحر، بالمشاركة في تطهير المحافظة من مقاتلي الجبهة؛ أو أن تكون العملية العسكرية المتوقعة للنظام على مراحل، من أجل منع لجوء عدد كبير من السوريين إلى داخل الأراضي التركية.
أما روسيا، فإنها تدعم قيام النظام بعملية عسكرية في إدلب، وشنّت مقاتلاتها بالفعل أكثر من 20 غارة، الأسبوع الماضي، أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، لأول مرّة منذ فترة طويلة، وهو التطور الذي توقعت صحيفة "ريبابليك" الإلكترونيّة الروسية أن يقود إلى أن تقبل تركيا، خلال القمة، “انتقال بعض المناطق شمال غربيّ سورية إلى سيطرة نظام الأسد، على ألا يؤدي ذلك إلى إلحاق هزيمة بفصائل المعارضة أو نزع سلاحها أو خسارتها أي مواقع حيوية، ما سيسمح لجميع الأطرف بحفظ ماء الوجه".
وهو الأمر الذي ألمحت صحيفة "صباح" الحكومية التركية إليه اليوم، إذ وفقًا لما ذكرته الصحيفة، فإنّ أنقرة وضعت خطة لتقديم خروج آمن لفصائل مسلحة من إدلب، في مسعى لتفادي حمام دم قد ينجم عن هجوم كبير للنظام، وتقضي الخطة بأن يقوم 12 فصيلًا مسلحًا، منها هيئة تحرير الشام، بتسليم أسلحتها ويتم إجلاء مقاتليها من المحافظة، وسيقدم خروج آمن للفصائل إلى منطقة عازلة تحت إشراف "المعارضة المعتدلة"، شرط أن يسلموا أسلحتهم لتحالف فضفاض من فصائل معارضة تدعمه أنقرة، بحسب ما نقلته "فرانس برس" عن الصحيفة.
وعدا عن إدلب، ستناقش القمّة "الأزمة السورية بكامل تفاصيلها"، وفقًا لوكالة "الأناضول"، والخطوات الواجب الإقدام عليها من أجل تحقيق الانتقال السياسي في سورية، وملفات المفقودين والمعتقلين، إذ من المتوقع أن تسفر القمة عن إنشاء لجان لتبادل المعتقلين.
كما ستتضمن القمة لقاءات ثنائية بين بوتين وإردوغان، وإردوغان وروحاني، وروحاني وبوتين، بالإضافة إلى لقاء المرشد الأعلى، علي خامنئي، وهو الأمر الذي نقلت بسببه القمة من تبريز إلى طهران.