قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، إن 10 مدنيين من النازحين، نصفهم من الأطفال، قد قتلوا في قصف جوي استهدف محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف السوري والروسي منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.
وأفاد المرصد السوري أن "الطائرات الحربية لقوات النظام وحليفتها روسيا تواصل استهدافها مناطق في ريف إدلب الجنوبي"، مشيرا إلى أن "القصف الروسي طال بعد منتصف ليل الجمعة السبت تجمعا للنازحين قرب مدينة خان شيخون".
وأسفرت الضربات، وفق المصدر نفسه، عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم أربعة أطفال ممن فروا خلال الأسابيع الماضية من بلدتهم اللطامنة في ريف حماة الشمالي من جراء القصف والاشتباكات المستمرة.
وتسبب القصف المستمر أيضا بمقتل مدني واحد وزوجته الحامل وإصابة عشرة آخرين بجروح في بلدة كفريا في شرق إدلب، بحسب مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، الذي أشار إلى أن القتيلين أيضا من النازحين الذين أجبروا على مغادرة مناطقهم سابقاً في إطار اتفاقات تسوية مع قوات النظام.
وفي بلدة كفريا، انتشل مسعفون يخرجون جثة رجل من تحت الأنقاض، بعد أن طال القصف أحياء عدة في البلدة، وتم نقل الجرحى، وبينهم أطفال، إلى مستشفيات قريبة.
ورجح المرصد ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة.
وتأتي الغارات الجديدة غداة مقتل 13 مدنيا في القصف على المنطقة، وبينهم ثلاثة قتلوا في مدينة إدلب، مركز المحافظة ومعقل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) ومقر المؤسسات والإدارات المنبثقة عنها.
ويترافق القصف مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام في ريف حماة الشمالي، والتي أوقعت منذ ليل الأربعاء أكثر من 120 قتيلا من الطرفين.
وكانت محافظة إدلب ومحيطها قد شهدت هدوءا نسبيا بعد توقيع اتفاق روسي- تركي في أيلول/ سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه. وصعدت قوات النظام منذ شباط/ فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا.
وشهدت محافظة إدلب خلال الأسابيع الأخيرة أشدّ المعارك منذ توقيع الاتفاق.
ومنذ بدء التصعيد نهاية نيسان/ أبريل، قتل أكثر من 590 مدنيا جراء الغارات السورية والروسية، فيما قتل 45 مدنيا في قصف للفصائل المقاتلة والجهادية على مناطق سيطرة قوات النظام القريبة، وفق المرصد السوري.
ودفع التصعيد أيضاً أكثر من 330 ألف شخص إلى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة التي أحصت تعرّض أكثر من 25 مرفقا طبيا للقصف الجوي منذ نهاية نيسان/ أبريل.