قال سكان ومسعفون إن الطائرات الروسية والسورية استأنفت ضرباتها الجوية المكثفة على إدلب وحماة يوم الأحد في إطار تصعيد دمشق هجومها على آخر معقل للمعارضين بعد فشل قمة إيرانية روسية تركية في الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
صورة ثابتة من تصوير فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية يظهر قصفا جويا لما قالت الوزارة إنها مواقع خاضعة لسيطرة "إرهابيين" في محافظة إدلب السورية يوم 4 سبتمبر أيلول 2018. صورة لرويترز يحظر إعادة بيعها أو حفظها في الأرشيف
وقالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على قريتي الهبيط وعابدين في جنوب إدلب وعدد من القرى الصغيرة بالمنطقة.
وينفي الجيش السوري استخدام البراميل المتفجرة. لكن محققي الأمم المتحدة وثقوا على نطاق واسع استخدام الجيش لها.
وقالت منظمة تراقب الغارات الجوية في سوريا ومصدر من المعارضة إنه من المعتقد أن طائرات روسية قصفت بلدتي اللطامنة وكفر زيتا في شمال حماة في غارات متتابعة.
وتعد دمشق المدعومة من روسيا وإيران لشن هجوم كبير لاستعادة إدلب والمناطق المتاخمة لها في شمال غرب البلاد. والمحافظة هي آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد.
واستأنفت الطائرات الروسية والسورية حملة القصف بعد يوم من فشل قمة لرؤساء تركيا وإيران وروسيا يوم الجمعة في الاتفاق على وقف لإطلاق النار كان من شأنه إحباط الهجوم.
وحذرت تركيا وقوى غربية من حمام دم في حالة شن حملة قصف كبرى بمساندة روسيا على المحافظة كثيفة السكان الواقعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا.
وقالت الأمم المتحدة كذلك إنها تخشى من أن يتسبب هجوم شامل في كارثة إنسانية تشمل عشرات الألوف من المدنيين.
وحتى الآن لم تصب الضربات الجوية أي مدينة كبيرة في المحافظة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين مدني كثيرون منهم نزحوا من مناطق أخرى أثناء الصراع.
وتقول روسيا إنها تتجنب المدنيين وتستهدف فقط الجماعات المتطرفة التي تستلهم فكر تنظيم القاعدة لكن مصادر من المعارضة وسكانا يقولون إن أغلب ضحايا القصف في الأيام الماضية كانوا من المدنيين.
وتتهم المعارضة روسيا وحلفائها بضرب مستشفيات ومراكز الدفاع المدني لإجبار المعارضين على الاستسلام تكرارا لما حدث في هجمات سابقة واسعة النطاق نفذها الجيش.
وقالت جمعية خيرية طبية مقرها الولايات المتحدة وتعمل في المحافظتين إن ثلاثة مستشفيات ومركزين للدفاع المدني تعرضوا للقصف في اليومين الماضيين ”مما جعل ألوفا بلا رعاية طبية“.
وقال غانم طيارة مدير اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة في بيان ”من المؤسف أن نشهد تزايدا في الهجمات على المنشآت الطبية... هناك ما يزيد على ثلاثة ملايين مدني في هذه المنطقة المزدحمة من سوريا وهم في وضع يعرض حياتهم للخطر“.