شن عدد من القادة السياسيين في اسرائيل هجوما على وزير الجيش الأسبق ايهود باراك لكشفه المخطط الاسرائيلي لقصف المفاعلات النووية الايرانية، واعتبر وزير خارجية اسرائيل السابق زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان أن بارك عرّض أمن اسرائيل للخطر الشديد.
وبحسب ما تناولت المواقع العبرية اليوم الأحد فإن ما نشرته القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي في برنامج "نهاية الأسبوع" الذي يعرض الجمعة، شكل ردود فعل مختلفة لدى الساسة في اسرائيل خاصة أنه كشف تفاصيل سرية عن مخطط اسرائيل لقصف ايران في ثلاث مناسبات عامي 2010 و2011 وكذلك عام 2012، كاشفا باراك التفاصيل المتعلقة بمواقف الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية في الاجتماعات التي بحثت هذه الخطط.
لم يقف الأمر على ليبرمان في انتقاد ايهود بارك، فقد علق وزير الاستيعاب والقدس زاب إلكيان من حزب "الليكود" على هذه التصريحات، قائلا انها تلحق الضرر بأمن اسرائيل ولا داع للكشف عن الأسرار الخطيرة في وسائل الاعلام.
بدوره تحفظ رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلية تساحي هنغبي من حزب "الليكود" على الرد، مؤكدا أنه سيستدعي الرقابة العسكرية لاستيضاح سبب النشر ومن ثم يدلي بموقفه.
وعودة على تصرحات ايهود باراك حول قصف المفاعلات النووية الايرانية، فقد اتفق باراك مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو على توجيه ضربة عسكرية لايران ما بين عامي 2009 و2010، ولدى بحث الخطة في المجلس الوزاري المصغر أو مجلس "الثماني" كما كان يطلق عليه عام 2010، فقد كان لموقف قائد الجيش في حينه جابي اشكنازي الحسم في منع تنفيذ العملية، فقد أكد أن الجيش غير جاهز في حينة لتوجيه هذه الضربة العسكرية.
وفي عام 2011 عقد اجتماع أخر في مقر جهاز "الموساد" الاسرائيلي لبحث توجيه ضربة عسكرية لايران بدعوة من نتنياهو وباراك، وعارض الوزراء بيني بيغن ودان ميردور وايلي يشاي توجيه الضربة لايران، كذلك عارض الضربة رؤساء الأجهزة الأمنية "الموساد، والشاباك، وأمان" بالاضافة الى قائد الجيش اشكنازي، في حين كان الاعتقاد لدى نتنياهو وباراك أن الوزيرين موشيه يعلون ويوفال شتاينتس يؤيدون الخطة، وأثناء البحث تبين انهما معارضان ما يعني وجود أغلبية في المجلس المصغر "وزراء الثماني" تعارض الخطة.
وكشفت مصادر غربية عام 2012 أن اسرائيل كانت تبحث مجددا توجيه ضربة عسكرية لايران، ولكن التدريب العسكري المشترك بين اسرائيل والولايات المتحدة كان السبب في عدم تنفيذ هذه الخطة، حيث كشف باراك أنه طلب تأجيل هذا التدريب الموسع لأنه في ذلك الوقت كان يتعارض مع مخطط ضرب ايران، وقامت الولايات المتحدة بالاستجابة لطلب باراك ولكنها لم تؤجل التدريب لوقت مناسب وفقا لاقوال باراك.