طلب رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، اليوم الأربعاء، الحصول على تفويض بتشكيل الحكومة، وذلك بعد أن أعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس، عن إعادته التفويض إلى ريفلين. وأوصى 51 عضو كنيست، بضمنهم حزب "تيكفا حداشا" برئاسة غدعون ساعر، بتكليف لبيد بتشكيل الحكومة.
كذلك التقى ريفلين مع رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، الذي طلب هو الآخر تكليفه بتشكيل الحكومة. ونقلت وسائل إعلام عن بينيت قوله لريفلين إنه "سنشكل حكومة جيدة لشعب إسرائيل بمشية الله". وتوصل لبيد وبينيت إلى تفاهمات حول تشكيل حكومة وأن يتناوبا على رئاستها.
وسيطلب معسكر نتنياهو - حزب الليكود والأحزاب الحريدية وقائمة الصهيونية الدينية والفاشية – من ريفلين إعادة التفويض بتشكيل حكومة إلى الكنيست.
في حين أوصت أحزاب "كاحول لافان"، "يسرائيل بيتينو"، العمل وميرتس على لبيد لتكليفه بتشكيل حكومة.
وامتنعت القائمة الموحدة عن التوصية على أحد، وقال رئيسها، منصور عباس، في رسالة إلى ريفلين، إن قائمته ستتعاون "بصورة إيجابية" مع أي أحد يكلفه ريفلين بتشكيل الحكومة "غذا استجاب لمطالبها".
وقالت مصادر مطلعة إن اجتماعا لكتلة القائمة المشتركة في الكنيست شهد خلافات حول موضوع التوصية، لدرجة إيقاف الاجتماع، بعدما عارض النائبان عايدة توما – سليمان وسامي أبو شحادة، بشدة التوصية، فيما طالب النائبان أيمن عودة وأحمد الطيبي بالتوصية على لبيد.
وقالت القائمة المشتركة في رسالة إلى ريفلين إنها، باستثناء حزب التجمع الذي يعارض التوصية، "تفضل تكليف لبيد" بتشكيل الحكومة. وأضافت أن "الجبهة والحركة العربية للتغيير تؤيدان هذا القرار والتجمع يعارضه بكل يعني ذلك".
وجاء في رسالة رسمية بعث بها النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، إلى ديوان الرئيس الإسرائيلي أنه "نود إعلامكم بأن حزب التجمع الوطني الديمقراطي وممثله في الكنيست، النائب سامي أبو شحادة، لا يوصي بأي مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة".
وأضاف أبو شحادة في الرسالة أنه "لتجنب الشك، لا نوصي بلبيد أو بينيت اللذين ورد اسمهما كمرشحين لتشكيل الحكومة أو أي مرشح آخر لتشكيلها".
وقال مصدر في التجمع لـ"عرب 48" إن موقف الحزب بشأن التوصية لم يتغير، وهو عدم التوصية على أي من المرشحين، وأن التسريبات حول هذا الموضوع غير دقيقة، فموقف التجمع معلن منذ أسابيع، وريفلين يعلم به بالطبع.
وجاء في رسالة القائمة المشتركة إلى رفلين أنه "في الخيار بين تفويض بينيت، وعودة التفويض إلى الكنيست، وتفويض لبيد، تفضل القائمة المشتركة، بغالبية أعضائها، تفويض لبيد".
كما جاء في الرسالة أنه "تؤكد القائمة المشتركة أنها لا تدعم تشكيل حكومة برئاسة بينيت، وستواصل الاتصالات مع لبيد".
وأشارت المشتركة في رسالتها إلى أن "الجبهة والعربية للتغيير قد أيّدتا هذا القرار، فيما اعترض التجمع على كل ما يترتب على ذلك".
وأعلن الحزب الشيوعي والجبهة دعمه لقرار التوصية، معتبرا أن التوصية محاولة "لسحب رئاسة اللجنة المنظمة من الليكود، وبالتالي محاولة لعرقلة مشاريع القوانين الاستيطانية والعنصرية. وما لا يقل أهمية ان خسارة الليكود لرئاسة اللجنة المنظمة تعني ضربة حاسمة للانتخابات المباشرة وإمكانية ثبيت نتنياهو دكتاتورا".
ودعا ريفلين رؤساء الأحزاب إلى إرسال توصياتهم، خطيا، حول المرشح الذي سيكلفه بتشكيل حكومة، وذلك حتى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم. وأبلغ رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، ريفلين بأنه يوصي بمنح التفويض لتشكيل حكومة للبيد.
وأتي ذلك بعد أن أعاد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، كتاب التكليف، عقب فشله بتشكيل الحكومة.
وجاء في رسالة مدير عام ديوان الرئيس الإسرائيلي، هرئيل توبي، إلى رؤساء الأحزاب، أنه "في وقت لاحق من اليوم سيتم تعيين موعد للقاءات أخرى وفقا لطلب أعضاء الكتل وترجيح رأي الرئيس".
ووفقا للتقديرات، يتجه الرئيس الإسرائيلي لتكليف لبيد، وذلك على الرغم من الحديث عن التفاهمات لتشكيل حكومة بديلة على أن يكون بينيت الأول بالتناوب على رئاسة الحكومة مع لبيد.
يذكر أن نتنياهو لم يطلب من ريفلين تمديد الفترة الزمنية لإتمام هذه المهمة، علما أن القانون يمنح ريفلين صلاحية تمديد الفترة بـ14 يوما إضافيا، حيث يتعزز الاعتقاد لدى نتنياهو أن السيناريو الأرجح هو التوجه إلى انتخابات خامسة.
ومع انقضاء المهلة القانونية (28 يوما) التي كانت لدى نتنياهو الذي فشل في إبرام اتفاقيات مع الأحزاب لتشكيل ائتلاف حكومي، يرجح أن ينقل ريفلين التفويض إلى لبيد، أو إجراء جولة مشاورات جديدة مع الأحزاب للحصول على توصياتها بمرشح يشكل الحكومة.
ومن أجل أن يحسم ريفلين قراره، بعث المدير العام ديوان الرئيس الإسرائيلي، هرئيل توبي، رسالة لرؤساء الأحزاب والكتل البرلمانية، أكد من خلالها أنه اعتمادا على البند 9 من قانون أساس الحكومة، يتطلع ريفلين اتخاذ قراره بشأن استمرار مباحثات تشكيل الحكومة.
وأصدر الليكود بيانا، مساء أمس، قال فيه إن نتنياهو أعاد التفويض إلى الرئيس الإسرائيلي، "في أعقاب رفض بينيت الالتزام بتشكيل حكومة يمينية الأمر الذي كان سيدفع أعضاء كنيست آخرين إليها".
يشار إلى أنه خلال المشاورات التي أجراها ريفلين مع الأحزاب بعد الانتخابات، في 5 نيسان/أبريل الماضي، أوصى 45 عضو كنيست - من أحزاب "ييش عتيد"، "كاحول لافان"، العمل، ميرتس و"يسرائيل بيتينو" – بتكليف لبيد بتشكيل حكومة. وأوصى حينها بتكليف بينيت بتشكيل حكومة 7 أعضاء كنيست. وليس واضحا بعد على من ستوصي القائمة الموحدة.