على خلفية توقعات بحسم تشكيل حكومة في "كتلة التغيير"، في وقت لاحق من اليوم، الأحد، يتعرض رئيسا حزبي "يمينا"، نفتالي بينيت، و"تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، لضغوط شديدة من داخل حزبيهما، لمنع تشكيل حكومة كهذه. وبهدف منع تشكيلها، اقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم، على بينيت وساعر تشكيل حكومة يمين يتناوب الثلاثة على رئاستها.
ودعا نتنياهو كلا من بينيت وساعر إلى لقاء معه للبحث في تشكيل حكومة كهذه، وذلك بعد توقيع الأحزاب في معسكر اليمين على رسالة، اليوم، عبروا فيها عن تأييدهم الكاملة لتشكيل حكومة يتناوب الثلاثة على رئاستها.
وفي إطار الضغوط التي يمارسها نتنياهو على بينيت وساعر، قال في شريط مصور، إنه "نتواجد في ساعة مصيرية لأمن، طبيعة ومستقبل دولة إسرائيل. وفي هذه الساعة نضع جانبا كافة الاعتبارات الشخصية ونقوم بخطوات بعيدة الأمد، وغير مسبوقة أيضا. وهذا ما فعله رؤساء كتل اليمين وأنا الآن. ويدعو رؤساء كتل اليمين وأنا ساعر وبينيت. تعالا الآن، فورا، إلى لقاء يسمح بتشكيل حكومة يمين".
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصادر سياسية قولها إن الاقتراح الذي نقله نتنياهو إلى ساعر، بواسطة رئيس المجلس المركزي لحزب الليكود، حاييم كاتس، الذي يعتبر مقربا جدا من ساعر، يقضي بأن يتولى ساعر رئاسة الحكومة في السنة وربع السنة الأولى من ولاية الحكومة، ثم يتولى نتنياهو رئاستها، وبعد ذلك يتولى بينيت رئاسة الحكومة لسنة وربع السنة.
وعقب ساعر على اقتراح نتنياهو بالقول إن "موقفنا والتزامنا ما زال تغيير حكم نتنياهو". وحسب "واللا" فإن عضو الكنيست من ساعر، زئيف إلكين، يمارس ضغوطا عليه من أجل دراسة اقتراح نتنياهو بجدية. وقالت مصادر في "يمينا" إن "كل شيء متعلق بغدعون ساعر. إذا وافق، فسوف ننضم" إلى حكومة اليمين.
وفي أعقاب اقتراح نتنياهو، أرجأ "يمينا" اجتماع كتلته البرلمانية لاتخاذ قرار بشأن تشكيل الحكومة إلى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن عضو الكنيست عن "يمينا"، أييليت شاكيد، لا تزال تسعى في هذه الأثناء إلى تشكيل حكومة يمين مع نتنياهو. وأبلغ بينيت شاكيد أنه إذا لم تنجح خطواتها حتى موعد انعقاد كتلة الحزب، فإنه سيعلن عن تشكيل حكومة التناوب بينه وبين رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، في "كتلة التغيير. وفي هذه الحالة، يتوقع أن تدعمها شاكيد.
من الجهة الأخرى، قال وزير المالية، يسرائيل كاتس، اليوم، إنه اقترح أن يتولى منصب رئيس الليكود مكان نتنياهو، كي يشكل حكومة يمين، وبعد سنة يعود نتنياهو إلى المنصب. ورفض نتنياهو هذا الاقتراح.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني عن كاتس قوله إنه تم تقديم هذا الاقتراح لنتنياهو، في الأسابيع الأخيرة، كي ينتخب المجلس المركزي في الليكود مرشحا مؤقتا، من أجل الامتناع عن تشكيل حكومة يتم التناوب على رئاستها وتخصيص أماكن مضمونة في قائمة مرشحي الحزب لأعضاء كنيست من حزبي "يمينا" و"تيكفا حداشا"، أو من إمكانية ذهاب الليكود إلى صفوف المعارضة.
وأضاف كاتس أن "الاقتراح كان مشروطا بالطبع بموافقة رئيس الحكومة، الذي كان يقضي بأن يطرحه أيضا على المجلس المركزي لليكود، بصفته رئيس الحركة. ولم يوافق رئيس الحكومة على الاقتراح وبذلك أزيل عن جدول عمل الحزب".
وقبل ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه تم التوصل إلى تفاهمات شبه نهائية بين يائير لبيد ونفتالي بينيت لتشكيل حكومة بديلة، على أن يكون بينيت أولا بالتناوب على رئاسة الحكومة، فيما سيكون لابيد وزيرا للخارجية.
ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، من المتوقع بحال لم تكن أي تطورات معرقلة أن يبلغ لبيد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، تمكنه من تشكيل حكومة، على أن يتم تشكيلها نهائيا كحد أقصى بغضون 10 أيام.
ومن المفروض أن يسبق هذا التبليغ، تصريحات لرئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، الذي من المتوقع أن يعلن رسميا عن التوصل إلى تفاهمات مع لبيد لتشكيل حكومة بديلة، للحكومة الانتقالية التي يرأسها بنيامين نتنياهو.