حولت رصاصة أطلقها عنصر في الشرطة الإسرائيلية، في العاشر من أيار/ مايو الماضي، حياة الشاب يوسف عيسى من مدينة اللد، إلى جحيم، بعد أن أصابته في رأسه وتسببت بكسور في جمجمته وكادت أن تنهي حياته.
ولا يزال الشاب يوسف عيسى (22 عاما) يخضع للعلاج منذ تعرضه للإصابة وهو بحالة صعبة. وبعد أن أمضى عشرين يوما فاقدا للوعي، نقل قبل يومين إلى مستشفى "لفينشتيان" في رعنانا، لبدء مرحلة إعادة التأهيل الصحي.
وأصيب الشاب يوسف وهو في طرق عودته من أحد مقاهي المدينة يوم استشهاد الشاب موسى حسونة برصاص مستوطن في اللد؛ الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات مع عناصر الشرطة الذين يسروا اقتحامات المستوطنين للأحياء العربية وشاركوهم في الاعتداءات على الفلسطينيين باستخدام الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية وقنابل الغاز.
وروى الشاب عيسى أنه "يوم استشهاد موسى حسونة، انطلقت مظاهرة احتجاجية، وحين احتدمت الأوضاع، وبدأت الشرطة بالتعدي على الشبان، قررت العودة إلى المنزل. كنت حينها في مقهى قريب".
وأضاف "عند خروجي من المقهى، كان عناصر الشرطة يطلقون القنابل الصوتية والرصاص المطاطي تجاه الشبان بصورة كثيفة، وأنا كنت برفقة بعض الشبان، في المنطقة القديمة في اللد".فجأة، يقول عيسى "حاصرتنا القنابل والرصاص، دون أن ندري من أي اتجاه يصوبون وأي هدف يقصدون، كان عناصر الشرطة على بعد أمتار قليلة منا، لم يتركوا لنا مجالا للابتعاد، حاصرونا من جميع الجهات".
وشدد على أن عناصر الشرطة أطلقوا "الرصاص بشكل عشوائي ومخيف، لم نستطع تجنبها. فجأة شعرت بشيء قوي يصيب رأسي. سالت الدماء على وجهي وسقطت أرضا، وهرع الشبان نحوي، غطوا رأسي بقطعة قماش ونقلوني إلى الطبي مباشرة".
ويتساءل عيسى مستنكرا "هل أراد عناصر الشرطة إبعاد التظاهرين أو تفريقهم؟"، وتابع "لو أرادوا ذلك فعلا لكانوا قد أطلقوا الرصاص باتجاهات منحفضة، على منطقة القدم مثلا، وليس التصويب مباشرة على منطقة الرأس".
"عناصر الشرطة أرادوا قتلي، ما حصل معي كانت محاولة قتل"، يؤكد الشاب عيسى. ويوضح أن تم استهدافه من مسافة قريبة: "أصبت من رصاصة شرطي كان يبعد عني أمتارا قليلة. أطلق النار على رأسي".
وأضاف "الرصاصة؛ كما ترون؛ أصابت منطقة في جانب رأسي تميل إلى الخلف، ما يؤكد أننا لم نشكل خطرا على عناصر الشرطة. وحتى إن كنا قد أغلقنا الشارع وأشعلنا إطارات مطاطية في احتجاج شرعي، أهكذا يحاولون قتلنا؟".
ومنذ أربعة أيام، استفاق عيسى من الغيبوبة ونقل للبدء بمراحل إعادة التأهيل الصحي، إذ عادت له ذاكرته تدريجيا وبدأ يستعيد قدرته على النطق رويدا رويدا، غير أنه غير قادر على الحركة وصوته غير مسموع ويعاني عند محاولته التواصل مع الآخرين.
وعن حالته الصحية، يقول عيسى: "أشعر بالآلام في جميع أنحاء جسدي، وخاصة في منطقة الرأس، تسببت الرصاصة بكسور في الجمجمة، وأضرت في حاسة النظر. لم أكن قادرا خلال 20 يوما على التحدث، وأنا حتى هذه اللحظة غير قادر على الحركة، رأيت الموت في عيني ولا أصدق أنني على قيد الحياة وأتنفس في هذه الأثناء من شدة الإصابة التي تعرضت لها".
وعبر عيسى عن انتقاده للقيادات في العربية والمحلية في اللد، وقال: "للأسف لم نتلق الدعم اللازم من أعضاء الكنيست ولا المسؤولين في اللد، يجب أن يكونوا سندا لنا وخاصة في مثل هذه الظروف، للأسف لم نلقاهم إلى جانبنا"، وعاتب بعض أهالي اللد "الذين رفضوا تزويدنا بملفات كاميرات المراقبة التي وثقت الجريمة. نحن أصبنا ودفعنا من صحتنا من أجل بلدنا، لماذا هذا الخوف؟".
وشهدت البلدات العربية في مناطق الـ48 بداية أيار/ مايو الماضي، مظاهرات عارمة تحولت إلى مواجهات مع الشرطة والمستوطنين خاصة في المدن المختلطة، ما تذرع به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لإرسال وحدات "حرس الحدود" والقوات الخاصة والاستعانة بالشاباك لقمع المواطنين العرب، وسط تحريض رسمي متواصل على المواطنين العرب.