في ظل التصعيد الإسرائيلي في الحرم القدسي، إثر تكرار اقتحامات قوات شرطتها له والمواجهات اليومية مع الشبان الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى، وآخرها صباح اليوم، الجمعة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تستعد لقمع احتجاجات محتملة على هذا التصعيد من جانب إسرائيل في المدن والبلدات العربية في أراضي الـ48.
واقتحمت الشرطة الحرم القدسي منذ مطلع الأسبوع الحالي بادعاء حماية وحراسة جولات المستوطنين الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى. وأعلنت الشرطة أنه لن تكون هناك اقتحامات للمستوطنين في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، لكن قواتها اقتحمت الحرم صباح اليوم، رغم علمها بالتوتر الشديد هناك بسبب استمرار محتمل لاقتحامات المستوطنين، وخاصة على خلفية إعلانات "جماعات الهيكل" المتطرفة عن ذبح قرابين في باحات الأقصى. وتسبب اقتحام الشرطة، اليوم، بالمواجهات في المسجد الأقصى.
وتتعامل الشرطة الإسرائيلية بمكيالين في القدس المحتلة، فهي تقمع الفلسطينيين وتهادن المستوطنين واليمين المتطرف. وأول من أمس، أجرت مفاوضات مع المنظمات الفاشية، مثل "ليهافا" و"عوتسما يهوديت" التي يقودها عضو الكنيست إيتمار بن غفير، حول مسار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس ورضخت لبعض طلباتهم.
كذلك تتعامل الشرطة بعدوانية مع المواطنين العرب في أراضي الـ48، وتتعامل معهم على أنها شرطة أمنية وليست شرطة مدنية. وكررت الشرطة اليوم دعايتها التحريضية بأنها تستعد "لأعمال شغب" في المدن والبلدات العربية. وقالت في بيان إنه "ليس سرا أنه نشرنا آلاف أفراد الشرطة في أنحاء البلاد، ونحن جاهزون بقوات معززة من أجل الحفاظ على أمن الجمهور ومنع الإرهاب من رفع رأسه ثانية".
وتكرر الشرطة الحديث عن اعتقال عشرات المواطنين العرب بزعم أنهم قاموا بـ"أعمال شغب"، إلا أن قسما كبيرا من هذه الاعتقالات كانت عمليا قمع حريات، إذ اعتقل ناشطون لدى توجههم إلى تظاهرات سلمية احتجاجية.
وبعد أن هدأ الوضع في الحرم القدسي، صباح اليوم، عقد وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، مداولات بمشاركة قيادة الشرطة وحرس الحدود والشاباك.