نقلت شبكة "CNN"، صباح اليوم الخميس، عن مصدر مطلع أن وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، قال لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يوم أمس الأول الثلاثاء، إن مستقبله كملك بات على المحك، وذلك على خلفية قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وبحسب المصدر، فإن بومبيو أوضح لبن سلمان أنه "على السعوديين إجراء تحقيقاتهم بسرعة كبيرة"، مؤكدا أن "الوقت قصير وأن السعوديين يجب أن يتعاملوا مع الأشخاص المعنيين بشكل حاد"، وفقا لحديثه.
كما نقل عنه قوله "بصراحة أنه إذا لم يفعلوا ذلك، فسيتعين على الولايات المتحدة التعامل مع هذا الأمر". ووفقا للمصدر، فقد قال بومبيو لولي العهد السعودي إن "الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات لأن العالم سيطالب بها"، مضيفا أن ترامب سيكون "مضطرا" إلى ذلك بسبب "الضغط العالمي"، حسب وصفه.
وقال لبن سلمان إنه "يجب أن يعلم تفاصيل ما حدث، حتى لو لم يكن ولي العهد على علم بها مسبقا، فعليه أن يمتلكها". وأكد وزير الخارجية لولي العهد السعودي أن "مستقبله كملك على المحك"، حسب تعبيره.
ولم يشر المصدر إلى كيفية رد بن سلمان أو السعوديين لكنه قال إن "الرسالة وصلت". وقال المصدر إن الدليل سيكون في الإجراء الذي يتخذه السعوديون، عندما سئل عما إذا كان بومبيو يشعر أن ولي العهد السعودي سلمان "سيفعل أي شيء".
وقبيل مغادرته أنقرة بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال وزير الخارجية الأميركية إن بلاده تأخذ قضية اختفاء خاشقجي "على محمل الجد".
وقال بومبيو إن إردوغان "أوضح أن السعوديين تعاونوا مع التحقيق الذي يقوم به الأتراك وهم مستعدون لتقديم معلومات".
إلى ذلك، قال بومبيو إن واشنطن سوف توفر لتركيا والسعودية مساحة لاستكمال التحقيقات في قضية خاشقجي قبل مناقشة أي ردود محتملة.
وشدد بومبيو على الصلات القوية بين الولايات المتحدة والسعودية، منها العمل على مواجهة إيران.
غير أنه أضاف "إذا ما انخرط أي بلد في نشاط غير قانوني، فذاك أمر غير مقبول، لا أحد سوف يدافع عن نشاط من هذا النوع، ما عليهم إلا أن يقولوا ما حدث".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، إنه بومبيو قال، في تصريحات قبل إقلاع طائرته من أنقرة، إنه "ليس لديه ما يقوله عن الادعاءات التركية بأن لديهم تسجيلا يوثق مقتل خاشقجي، وإنه لم يستمع لهذه التسجيلات.
وعلى صلة، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء، إنه لا يريد التخلي عن السعودية الحليف المقرب للولايات المتحدة بسبب اختفاء خاشقجي، معبرا عن رغبته في الاطلاع على الأدلة التي تثبت الادعاءات التركية بأن ضباطا سعوديين قتلوه.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة طلبت من تركيا نسخة من التسجيلات الصوتية التي تدعي أنها حصلت عليها من داخل القنصلية السعودية.
وأوضح: "لقد طلبناها، إذا كانت موجودة" و"لست متأكداً بعد من أنها موجودة. ربما. ربما. سأحصل على تقرير كامل عن ذلك من مايك (بومبيو) عندما يعود"، في إشارة لوزير الخارجية الأمريكي ومتابعته تطورات قضية الصحفي جمال خاشقجي.
وقام فريق من المحققين الأتراك، مساء أمس الأربعاء، بتفتيش منزل القنصل السعودي في إسطنبول، وقاموا أيضا بعملية تفتيش ثانية للقنصلية السعودية، وذلك في إطار التحقيق في اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.
وأفادت وكالة "فرانس برس" أن فريقا يألف من نحو 15 شخصا بدأ في الساعة 16:40 (13:40 بتوقيت غرينتش) من يوم أمس بفتيش منزل القنصل محمد العتيبي، الذي كان بحسب وسائل إعلام تركيّة موجودا في القنصلية عندما حصلت عملية قتل خاشقجي المفترضة.
يشار إلى أن عمليّة التفتيش هذه كان يجب أن تحصل قبل يوم، لكن تم تأجيلها لأنّ السلطات السعودية تحدّثت عن وجود عائلة القنصل الذي غادر تركيا الثلاثاء بحسب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو.
وغادر المحققون المنزل حوالى الساعة 01:30 (22:30 ت غ)، لكنّ عددا منهم توجه في المساء إلى القنصلية القريبة من أجل القيام بعملية تفتيش ثانية كانت لا تزال متواصلة.
وكان قد تم تفتيش القنصلية السعودية مرّةً أولى ليل الإثنين الثلاثاء.
في منزل القنصل، تفحّص المحققون بشكل خاص الحديقة، وشوهد عدد منهم على السطح. كما تم استخدام طائرة بلا طيار حلّقت فوق المنطقة مرّتَين.
ولم يتم الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام الموجودة في المكان.