ارتفعت حصيلة ضحايا انهيار سدّ في منطقة برومادينيو في جنوب شرقيّ البرازيل إلى 58 قتيلًا، فيما لا يزال 305 آخرون في عداد المفقودين، على ما أعلن الدّفاع المدني، أمس، الأحد.
وقال المتحدّث باسم الدّفاع المدني في ولاية ميناس جيرايس، إنّه بعد إجراء عمليّات بحث "ارتفع العدد إلى 305 أشخاص مفقودين، و58 قتيلًا". وأشار إلى أنّ عمّال الإنقاذ عثروا على حافلة مليئة بالجثث.
وكانت السّلطات استأنفت مساء الأحد عمليّات البحث عن ناجين في موقع انهيار السدّ المنجمي في برومادينيو، بعد تراجع المخاوف من خطر انهيار وشيك لسدّ منجمي ثان.
وتعقيبًا على المعلومات عن إمكان انهيار سدّ منجميّ ثان، كان رئيس أجهزة الإطفاء المحلّية، قال في وقت سابق لصحافيّين، إنّ "هذا الخطر حقيقي، وهو ما دفع فرقنا إلى وقف عمليّات البحث. فرقنا تُركّز جهودها فقط على إجلاء الأشخاص الذين يسكنون في المناطق التي يُمكن أن تتأثّر".
وأضاف "فور توجيه الإنذار، بدأ رجال الإطفاء إجلاء سكّان القرى القريبة من السدّ".
لكن بعد ساعات من ذلك، أصدر مسؤولو الدّفاع المدني إشارة استئناف البحث، وقال النّاطق باسم الدّفاع المدني "ليست هناك مخاطر لحدوث انهيار. لقد تمّ استئناف البحث أرضًا وجوًّا وباستخدام الكلاب".
ونشرت السُلطات عشرات المروحيّات لتقديم المساعدة، بسبب صعوبة البحث الميداني جرّاء الوحل الكثيف.
وفي السّاعة 5:30 صباحًا (7:30 ت غ)، دوّت صفّارات الإنذار في هذه الضاحية التي يسكنها 39 ألف شخص في ميناس جيرايس، فأيقظت سكّانًا مذعورين سبق أن فجعتهم المأساة، ويُواجه معظمهم القلق الناجم عن انعدام الأخبار المتعلّقة بذويهم منذ يومين.
ردّدت مكبّرات الصّوت "انتباه، إجلاء عامّ للمنطقة، احرصوا على الوصول إلى الأماكن المرتفعة في المدينة. إجلاء طارئ".
وأعلنت شركة فالي للمناجم في بيان أنّها أطلقت أجهزة الإنذار بعد "رصد ارتفاع مستوى المياه في السد 6"، وهو المنشأة التي تشكل جزءًا من منجم كوريغو الذي انهار سدّه الرقم 1 الجمعة.
وأضافت الشركة أنّ السد 6 "لا يحتوي على نفايات منجمية"، بل حوالى 3 إلى 4 ملايين متر مكعب من الماء.
وطوال السّبت، لم يتوقّف تحليق المروحيّات، لرصد أيّ مؤشّر إلى وجود أحياء بين ركام الأبنية والسيارات.
وغمرت المياه مئات الكيلومترات المربعة، جراء تسونامي من الأوحال عبر ولايتين برازيليتين وانتشر على طول 650 كيلومترا، حتى المحيط الأطلسي عبر مجرى نهر ريو دوسي، أحد أهم الأنهر في البرازيل.
وقال الاختصاصي بالمناجم في جامعة ولاية ريو دي جانيرو، لويز جارديم واندرلي، إنّ كوارث أخرى من هذا النوع يمكن أن تحصل في المستقبل، وأضاف "من المحتمل جدا أن يحدث هذا مرة أخرى... نحو 10% من السدود لا تتمتع بثبات أكيد، أو لا تتوافر معلومات عن أوضاعها الفعلية. وثمة عدد كبير من السدود تواصل العمل من دون شروط السلامة المناسبة لولاية ميناس جيراي".