شهدت مدينتا بيروت وصيدا في لبنان، الأحد، احتجاجات شعبية تنديدا بفشل القوى السياسية في تشكيل حكومةِ إنقاذٍ قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، إن أمام القادة اللبنانيين "فرصة أخيرة" للوفاء بالتعهدات التي أعلنوها بداية أيلول/ سبتمبر، بهدف تشكيلها والحصول على المساعدة الدولية.
وأغلق محتجون في منطقة جل الديب شمالي العاصمة بيروت، "الأوتوستراد" (الطريق) الساحلي أمام حركة السير باتجاه الشمال، بواسطة إطارات سيارات مشتعلة، وافترشوا الأرض لمنع مرور السيارات، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء
وذكرت غرفة التحكّم المروري الحكومية أن جسر انطلياس باتجاه ضبية شمالي بيروت، شهد إغلاقا جزئيا، قبل أن يُعاد فتحه لاحقا.
وفي صيدا جنوبي لبنان، أغلق شباب محتجون طريق تقاطع إيليا، بإطارات مشتعلة ومستوعبات نفايات؛ احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، قبل أن يتمكن الجيش لاحقا من إعادة فتح الطريق، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
ويعاني لبنان، منذ شهور، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
وأفادت الوكالة بقطع "الأوتوستراد" الشرقي في صيدا بإطارات مشتعلة ومستوعبات نفايات.
ويشهد لبنان، منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، بينها رحيل الطبقة السياسية الحاكمة، التي يتهمها المحتجيون بالفساد وانعدام الكفاءة.
وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قد كلف في 31 آب/ أغسطس الماضي مصطفى أديب بتشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في العاشر من الشهر نفسه بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت.
وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ما أطلق اتهامات له من أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان.
وأعلن رئيس الحكومة المكلف، مصطفى أديب، السبت، اعتذاره عن عدم استكمال مهمته قائلا: "التوافق الذي قُبلت به لتشكيل الحكومة لم يعد موجودا".