أصبحت إيرلندا أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تعيد فرض الإغلاق التامّ لاحتواء جائحة كوفيد-19، وفق ما أعلن الاثنين رئيس الوزراء مايكل مارتن الذي أصدر قراراً "بملازمة البيت" على مستوى البلاد لا يشمل المدارس.
ويدخل التدبير ومدته ستة أسابيع حيّز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء، وستغلق بموجبه كل شركات البيع بالتجزئة غير الأساسية كما سيقتصر خلاله عمل الحانات والمطاعم على تقديم خدمة الاستلام والمغادرة.
وقال مارتن في خطاب وجّهه إلى الأمة عبر التلفزيون "يُطلب من جميع السكان البقاء في البيت".
وحذّرت الحكومة في بيان من أنّ خرق القيود على التنقّل المفروضة ضمن نطاق خمسة كيلومترات سيعرّض مرتكبه لعقوبة.
كما أضاف أن المدارس ودور رعاية الأطفال ستبقى مفتوحة "لأننا لن نسمح بأن يقع مستقبل أولادنا وشبابنا ضحية جديدة لهذا المرض".
إلى ذلك، لفت إلى أنه سيتم تمديد حظر الزيارات المنزلية والاحتفالات في الأماكن المغلقة، علما أن الأحداث الرياضية على مستوى المحترفين ستجرى من دون جمهور. وتابع قائلاً "إذا نجحنا في الأسابيع الستة المقبلة، سنحظى بفرصة الاحتفال بعيد الميلاد بشكل معقول".
يذكر أن إيرلندا سجّلت 1852 وفاة بكوفيد-19 وفق الأرقام الرسمية. وبلغت الوفيات اليومية ذروتها في نيسان/أبريل مع 77 وفاة، علماً أنّ الحصيلة اليومية بقيت في الأسابيع الأخيرة دون العشرة.
وعلى الرغم من أن البلاد لم تسجل أمس الاثنين لأي وفيات جديدة، لكنها تشهد على غرار دول عدة تسارعا في وتيرة الإصابات بكوفيد-19، وقد سجّلت أمس 1031 إصابة.
وكان مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، نصح السلطات الاثنين ب"وضع المخالطين في الحجر"، لمواجهة الارتفاع المقلق في عدد حالات كوفيد-19 في قسم كبير من أوروبا والولايات المتحدة.
في حين استغربت زميلته الطبيبة ماريا فان كيرخوف ل"عدم استيعاب الناس مفهوم انتقال العدوى خلال التجمعات في حين أن ذلك من سمات فيروس كورونا".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس محذراً "أعلم أن الناس سئموا لكن هذا الفيروس أثبت أنه في حال لا نبقى متيقظين يمكنه أن يعود لينتشر بسرعة ويهدد المستشفيات والأنظمة الصحية".
يأتي هذا التفشي الجديد للفيروس، مع ثبوت وجود ثغرات في عملية كشف المخالطين في عدة دول أوروبية، ما زاد من حالات كوفيد-19 المثبتة في أوروبا بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين، وأرغم السلطات على فرض سلسلة تدابير لوقف تفشي الوباء.