أكد علماء أن عوامل بيئية مثل الشمس والتبغ مسؤولة عن الإصابة بالسرطان أكثر من الحظ السيء الذي يصيب الجينات البشرية ويؤدي لتحولها وإصابتها بالمرض، داحضين بذلك دراسات أخرى شددت على عامل "سوء الحظ" في هذه الإصابات.
تشير الدراسة إلى أن عوامل مثل تدخين السجائر وشرب الكحول، والتعرض لآشعة الشمس البنفسجية، قد تكون مؤثرة أكثر في الإصابة بالسرطان، أكثر من "الحظ السيء" الذي يقول العلماء أنه السبب، حيث يقول العلماء أن سبب الإصابة بالمرض هو أخطاء لا مفر منها في الجينات البشرية هي السبب الرئيسي للسرطان.
وتوضح الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر"، والتي تستند إلى عدة تحاليل حسابية، أن أخطاء تطرأ "بالتأكيد" خلال انقسام الخلايا تساهم "قليلا فقط" في الإصابة بالكثير من السرطانات.
وفي الدراسة الحديثة ينسب الباحثون 70 إلى 90 % من السرطانات إلى عوامل بيئية مثل التعرض للشمس (الآشعة فوق البنفسجية)، إلا أن خبراء آخرين لم يشاركوا في الدراسة أبدوا بعض التشكيك.
ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد اعتبر جيل هوكر من جامعة "كورنيل" في نيويورك أن استنتاجات هذه الدراسة الجديدة تستند إلى "نموذج مبسط جدا حول تحول السرطانات" وأن الأرقام الواردة "يجب أن تعتبر تقديرات تقريبية".
وأضاف في مذكرة "إذا أخذنا بالاعتبار فقط أدنى احتمال للإصابة بالسرطان وأعتبرنا ان نسب التحول هي متشابهة لجميع الانسجة يتبين ان الدراسة تعطي الاولوية للمخاطر المرتبطة بالعوامل البيئية. لكن نحن لا نعرف كيف أن الأنسجة تختلف في نسب تحولها الداخلي".
وقال بول فاراو الأستاذ في جامعة "كامبريدج" من جهته أنه "لا تأثير لهذه الاكتشافات على معالجة السرطانات لكنها تشير إلى أن غالبية السرطانات يمكن تجنبها إذا عرفنا المخاطر الخارجية".
وكانت الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس" قد أثارت جدلا كبيرا إذ أنها نصت على فرضية أن "سوء الحظ" في التحول الجيني مسؤول عن 75 % من حالات السرطان المختلفة، ما يعني أن نمط الحياة السليم لا يمنع الإصابة بالسرطان.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت عن "اختلافها العميق" مع هذه الاستنتاجات التي قد يكون لها "عواقب سلبية جدا" على أبحاث السرطان وعلى السلوك الذي ينبغي اتباعه (الامتناع عن التدخين وتناول الكحول خصوصًا).