أعلن أطباء أميركيون من كلية ويسكنسون الطبية في الولايات المتحدة نجاح أول عملية إعادة بناء لمريء مريض بواسطة دعامات وأنسجة جلدية متوفرة تجاريا وموافق عليها من دائرة الغذاء والدواء الأميركية، وهو ما يعد أملا لمرضى السرطان.
وقال الأطباء إن المريض لا يزال بعد مرور سبع سنوات على إجراء عملية إعادة البناء وأربع سنوات على رفع الدعامات قادرا على تناول الطعام بشكل طبيعي من دون مشكلات في البلع ومحافظا على وزنه.
وكان الفريق قد تمكن من إعادة تشكيل مريء للمريض الذي كان يعاني من التهابات شديدة فيه نتيجة حادث سيارة باستخدام تقنية لم تختبر من قبل إلا على الحيوانات.
وأوضح رئيس الفريق البروفيسور كولوندر ديوا أن العملية شملت استخدام دعامات معدنية ونسيجا من جلد متبرع به لإعادة تكوين الموضع المتضرر بسمك خمسة سنتيمترات.
وذكر الأطباء في تقريرهم -الذي نشر في مجلة "لانسيت"- أنهم اضطروا إلى اختبار هذه الطريقة بسبب خطورة حالة المريض، واستقر رأيهم على الحفاظ على شكل المريء في موضعه لفترة من الزمن ريثما تتم عملية تحفيز توليد الخلايا بطريقة سبق أن نجحت مع الحيوانات.
واستعان الأطباء بدعامات معدنية ومواد تجارية معتمدة من دائرة الدواء والغذاء الأميركية، ومن ثم غلفوا الموضع المتضرر بنسيج جلدي وبلازما من دم المريض لتعزيز عوامل نمو النسيج وجذب الخلايا الأساسية أو الجذعية إليه في وقت واحد.
ويقول الأطباء إنهم أزالوا الدعامات بعد مرور نحو أربع سنوات على العملية. وأظهرت الصور المقطعية التئام طبقات المريء الخمس، كما أظهرت الاختبارات قابلية عضلات المريء لدفع الماء والسوائل إلى المعدة في حالة الوقوف والجلوس.
ويعتقد الأطباء أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من التجارب السريرية على هذه التقنية التي يرون أنها مفيدة لمرضى سرطان المريء، حيث يضطر الجراحون حاليا إلى إزالة المريء وربط الجزء المتبقي منه بالمعدة للسماح بمرور الطعام من الفم إلى المعدة، وغالبا ما يستخدمون جزءا من القولون لربط المريء، لكن هذه الجراحات لا تصلح إلا في الحالات البسيطة.