من اشتداد الحرارة إلى ارتفاع منسوب البحار وذوبان الثلوج، يعرض خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الاسبوع المقبل تقريرهم الجديد بعد ست سنوات على تقريرهم السابق، بانتظار التوصل إلى اتفاق جديد حول المناخ في العام 2015.
ومن المفترض أن تقدم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (آي بي سي سي) تقريرها الخامس الذي من شأنه أن يعطي اللمحة الأكثر شمولية عن الاحترار وتداعياته المرتقبة وسبل مواجهته.
والجزء الأول من هذا التقرير الممتد على أربع أجزاء حتى تشرين الأول/أكتوبر 2014 سيعرض في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر في ستوكهولم. وهو سيؤكد مسؤولية الإنسان عن الاحترار، فضلا عن اشتداد بعض الظواهر المناخية القصوى وارتفاع إضافي في منسوب مياه البحار، بحسب نسخة مؤقتة من التقرير حصلت عليها وكالة فرانس برس.
وهذا المستند الذي شارك في إعداده نحو 250 ألف عالم سيشدد مجددا على ضرورة اتخاذ تدابير لاحتواء التغير المناخي بدرجتين مئويتين منذ الحقبة ما قبل الصناعية، وهو هدف اعتمده 195 بلدا تحت مظلة الأمم المتحدة لكنه لم يعد يبدو واقعيا.
واعتبر تيم نوتهال من الجمعية الأوروبية المعنية بالمناخ أن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هي بمثابة حجر الاساس الذي ترتكز عليه السياسة المناخية. ومن شأن تقريرها الجديد ان يقوم مقام الدليل الاستراتيجي، كما كانت الحال بالنسبة إلى التقرير السابق".
وفي العام 2007، كانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد اثارت حركة لامثيل لها حول التغيرات المناخية، ففازت بجائزة نوبل للسلام بالتشارك مع نائب الرئيس الأميركي الساق آل غور.
وكان كبار المسؤولين الحكوميين في العالم على رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما قد اجتمعوا في كوبنهاغن في نهاية العام 2009، في مسعى إلى التوصل إلى اتفاق مناخي. لكن فشل تلك القمة لا يزال يلقي بظلاله على المفاوضات المناخية التي ترمي إلى إيجاد اتفاق جديد خلال مؤتمر من المزمع انعقاده في باريس في العام 2015.
وتقوم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بتلخيص المعارف المجمعة في هذا الشأن، وهي ستؤكد بالتالي واقع الاحترار الذي تخطى 0,8 درجة مئوية منذ بداية القرن العشرين.
وقال جان جوزيل المتخصص في الجبال الجليدية في مكتب الهيئة "نكرر دوما اللازمة عينها ... والأمر يتعبنا في بعض الأحيان".
وتقدم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها أربع فرضيات محتملة لنهاية القرن تختلف باختلاف نسبة غازات الدفيئة المنبعثة إلى الغلاف الجوي. ومن شأن فرضية واحدة أن تسمح باحتواء الارتفاع دون درجتين مئويتين، في حين تتراوح شدة الاحترار في أسوأ الفرضيات بين 2,6 و4,8 درجات مئوية.
وأكد آل غور منذ فترة وجيزة أن "الازمة قد تفاقمت" منذ العام 2007، معتبرا أن "الظواهر المناخية القصوى المرتبطة بالأزمة المناخية اشتدت وتزايدت بحيث بات يتعذر تجاهلها".
وسيقدم موجز عن الجزء الأول من التقرير الاثنين إلى وفود نحو 195 بلدا عضوا في الهيئة ليوافقوا عليه.
ومن المرتقب نشر الجزئين التاليين من التقرير (المتمحورين على التداعيات المحتملة وسبل الحد منها) في ربيع العام 2014، مع خلاصة عامة تصدر في تشرين الثاني/أكتوبر 2014.
وتسعى الهيئة إلى تقديم تقرير كامل هذه المرة لا تشوبه شائبة، خلافا للعام 2007 عندما لفت علماء مناخيون الانتباه إلى بعض الأخطاء التي أثرت على مصداقية الهيئة.