أصيب 23 شخصا على الأقل الجمعة في اشتباكات محدودة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي خلال مظاهرات ومسيرات خرجت استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتظاهر استكمالا لأسبوع "الشباب عماد الثورة". وتمكنت المسيرات من الوصول إلى محيط رابعة العدوية وقصري الاتحادية والقبة الرئاسيين.
فقد تعرضت مسيرة في حي المعادي (جنوب القاهرة) لاعتداء بالحجارة والعبوات الفارغة والزجاجات الحارقة، أوقع عدة إصابات لم يتسنَ حصرها على الفور، ثم تعرضت المسيرة ذاتها لهجوم من سيارة خاصة دخلت في صفوف المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم سيدة في حالة خطيرة، حسب ما نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان.
كما تحدث شهود عيان عن إصابة عدد غير محدد، عندما هاجمت سيارة أجرة مسيرة شرقي محافظة الجيزة.
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، اندلعت اشتباكات في منطقة سيدي بشر بالحجارة وطلقات الخرطوش امتدت إلى منطقة العصافرة، وسط حالة من الكر والفر، وذلك قبل أن تتدخل قوات الشرطة وتفض الاشتباكات. وتحدثت مصادر طبية رسمية عن وقوع نحو خمس إصابات بعضها بالخرطوش وطلق ناري حي.
واتهم التحالف الوطني لدعم الشرعية في بيان له أجهزة الأمن بتأجير بلطجية (خارجين عن القانون) للاعتداء على المسيرات في الإسكندرية، معتبرا أن ذلك "عقاب" لمؤيدي مرسي على التظاهر أمس أمام القنصلية الأميركية بالمدينة، احتجاجا على ما اعتبره التحالف تأييدا من الرئيس الأميركي باراك أوباما للانقلاب العسكري.
وفي محافظة الشرقية بدلتا النيل شمالا وقعت اشتباكات بالحجارة خلال مسيرتين، إحداهما قرب منزل الرئيس مرسي في مدينة الزقازيق (مركز المحافظة) والأخرى في مدينة أبو كبير مع سماع دوي إطلاق نار، وتحدثت مصادر طبية رسمية عن وقوع ثلاث إصابات.
وعقب تشييع جنازة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صفوت خليل -الذي توفي متأثرا بمرض السرطان في محبسه أمس الخميس حيث كان يقضي فترة حبس احتياطي- اندلعت اشتباكات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين مؤيدين لمرسي ومعارضين له في مدينة المنصورة مركز محافظة الدقهلية، مما أسفر عن إصابة عدد منهم بكدمات وجروح، وذلك قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفض المسيرة.
وأُصيب عشرة أشخاص بجروح وكسور أثناء محاولة مجهولين تفريق مسيرة لمؤيدي مرسي بمدنية الواسطي شمال محافظة بني سويف وسط البلاد بالحجارة، وسُمع دوي إطلاق نار بحسب شهود عيان.
وكانت المظاهرات قد انطلقت في القاهرة ومحافظات مصرية عدة عقب صلاة الجمعة، تنديدا بالانقلاب العسكري وما تلاه من إجراءات أبرزها فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية ونهضة مصر، وكذلك تعبيرا عن رفضهم للملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.
ووصلت مسيرة إلى محيط رابعة العدوية الذي تطوقه قوات الأمن منذ فض الاعتصام في 14 أغسطس/آب الماضي. كما تجمع متظاهرون عند بوابة قصر القبة في القاهرة، ورددوا شعارات مناوئة لما سموها الممارسات القمعية من أجهزة الأمن المصرية، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين.
كما انطلقت من شبرا الخيمة مظاهرة باتجاه قصر الاتحادية الرئاسي بحي مصر الجديدة. وطالب المشاركون في تلك المسيرة بمحاسبة كل من تسبب في مقتل متظاهرين.
وفي القاهرة أيضا خرجت المظاهرات من مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة ومدينة نصر والمعادي وعين شمس والمطرية. وفي محافظة الجيزة خرجت المظاهرات في كل من المهندسين والهرم والوراق وكرداسة. كما خرجت مظاهرات تندد بالانقلاب العسكري وتطالب بعودة الشرعية في أحياء سيدي بشر وأبو سليمان والمنتزه بمحافظة الإسكندرية.
وشهدت محافظات المنوفية والبحيرة والشرقية والدقهلية والمنيا وبني سويف وبورسعيد والسويس وأسيوط وشمال سيناء وقنا، مظاهرات تندد بالانقلاب العسكري وتطالب بـ"القصاص من القتلة".
وشهدت جميع المظاهرات هتافاتها المطالبة باحترام الشرعية والإرادة الشعبية، وكذلك في لافتاتها التي حملت شعار صمود رابعة إضافة لصور الرئيس المعزول محمد مرسي والأعلام المصرية.