بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة هذه المرة ليس من الفلسطينيين بل من الاتحاد الأوربي عبر المقاطعة التي تعتبر أكثر الأشياء التي تخافها وتخشاها إسرائيل حسب ما جاء في مقالة كتبها كبير المحللين السياسيين في صحيفة " نيويورك تايمز " توماس فريدمان" الذي اختار هذه المرة مدينة رام الله ليكتب مقالته منها وينشرها اليوم " الأربعاء".
واستهل " فريدمان " مقالته التحليلية بالقول" حاولت ان استوضح وافهم لماذا لم يشرع الفلسطينيون بانتفاضة حتى ألان فادعوا بأنهم مرهقين جدا ومنقسمين وان الانتفاضة السابقة سببت لهم أضرارا كبيرة تفوق الفوائد التي جنوها ".
لكن والحديث هنا للمحلل السياسي توماس فريدمان " الانتفاضة الثالثة اندلعت منذ فترة لكن هذه المرة من جانب مفوضية الاتحاد الأوروبي القابعة في العاصمة البلجيكية " بروكسل" ليتحول هذا الضغط بغض النظر عن مصدره إلى مصدر حقيقي يدعم ويساهم في رفع المطالب الفلسطينية خلال المفاوضات مع الفلسطينيين ".
واستذكر " فريدمان " التصريحات التي ادلى بها وزير المالية الإسرائيلي " يائير لبيد" الذي قال ان عدم التوصل إلى حل على أساس فكرة الدولتين سيلحق الضرر بجيوب الإسرائيليين " كما استذكر ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا عن مقاطعة مؤسسات مالية وبنوك كبيرة في هولندا والدينمارك وقرارها قطع علاقاتها مع مؤسسات ومشاريع إسرائيلي .
وأضاف " فريدمان" يوجد للانتفاضة الحالية قوة دفع وإمكانية التأثير بعيد المدى لأنها وخلافا للانتفاضات السابقة اندلعت بالتزامن مع اقتراح السلام الذي عرضه أبو مازن الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح دون الاعتراف بإسرائيل ما حول موقف إسرائيل إلى موقف غير أخلاقي وفاقد للثقة بنفسه أخلاقيا.
"فشلت الانتفاضتان الماضيتان لأنهما لم تترافقا مع اقتراح لحل الصراع وكانت عبارة عن انفجار موجات من الغضب ولا يمكن إقناع الأغلبية الصامتة بإسرائيل بتأييد اتفاق في حين ينتابهم الخوف والشعور بعدم الأمان " كتب توماس فريدمان .
واختتم فريدمان مقالته بالقول" قلائل هم الإسرائيليين الذين شعروا بعدم عدالة الرد على صواريخ حماس فيما حصل الرئيس المصري أنور السادات على كل ما أراده في اتفاقية السلام مع إسرائيل لان الإسرائيليين وثقوا به وشعروا بالأمان من الناحية الإستراتيجية ولم يكونوا امنين عبر السيطرة على أراضي دولة أخرى ".