يربط الجمهور عادة بين جماهيرية النجم وشكل جنازته عندما يموت، ولم يكن هناك من في نجومية عمر الشريف الذي تخطت شعبيته إلى العالمية، إلا أن هذه النجومية لم تكن دالة على جنازة حافلة بالناس من النجوم والمواطنين العاديين يوم تشييع جنازته الأحد 12 يوليو.
1) مكان العزاء
ابتعاد المكان عن مجال حركة الجماهير خاصة في نهار رمضان الحار، فالجنازة شيعت من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس وهو مكان يشق على محبي الفنان العالمي الوصول إليه.
2) غياب الدولة عن تنظيم الجنازة
في الجنازات الجماهيرية دائما ما تهتم الدولة أو النقابات أو غيرها من المؤسسات المعنية بتنظيمها، لكن الدولة غابت تماما عن تنظيم جنازة تليق بحجم أهم فنانيها الذي مثلها عالميا، وهو ربما ما تسبب في الاكتفاء بتنظيم الجنازة في التجمع الخامس، مما افقد الجنازة أهم عناصرها وهم المشيعين.
3) التفجيرات والعمليات الإرهابية
شهدت مصر في الآونة الأخيرة الكثير من العمليات الإرهابية التي كان أخرها تفجير المركز الثقافي الإيطالي، وهو ما قد يتسبب في خوف الناس من التجمهر في حدث ربما يكون على قائمة اهتمامات الإرهاب، خاصة مع وجود كاميرات لقنوات وصحف عالمية متواجدة لتغطية جنازة عمر الشريف.
4) تجربة الفنانين المريرة في جنازة الراحلة فاتن حمامة
ربما فضل الكثير من المشاهير عدم الحضور بعد تجربتهم في جنازة الراحلة فاتن حمامة منذ بضعة أشهر، التي غاب عنها التنظيم تماما مما جعل الكثير من الفنانين يندمون على الحضور.
5) انشغال الممثلين بتصوير المشاهد الأخيرة في مسلسلات رمضان
من غابوا عن جنازة عمر الشريف من الفنانين ربما كانوا مشغولين بتصوير أدوارهم التي يمثلونها في الاستوديوهات للانتهاء من مسلسلاتهم لشهر رمضان، أو ربما الفارق السني الكبير جعل علاقتهم بالفنان الراحل مجرد مشاهدة أفلامه فقط، فربما معظمهم لا يعرفون عمر الشريف شخصيا.
6) تفضيل أسرته الابتعاد عن أعين الصحافة والإعلام
أصبحت معظم أسر الفنانين مؤخرا تفضل إقامة عزاء للأصدقاء والأقارب فقط بعيدا عن أعين الصحافة والإعلام، ربما بسبب تدافع المصورين والصحفيين للحصول على تصريحات أو لقطات للمعزيين من المشاهير، مما يفقد العزاء هيبته، وهو ما أتضح من موقف عائلة عمر الشريف التي رفضت إقامة عزاء له وكتفت بالجنازة فقط.
7) عمر الشريف ليس نجما شعبيا
بالتأكيد شهرته وصلت للعالمية إلا أن عمر الشريف ليس الفنان الشعبي الذي يتأثر به جموع الشعب من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة، بل دائما ما يراه الكثيرون أنه فنان أرستقراطي يهتم به أهل الفن فقط من المتخصصين.
8) عدم رحيله وهو في قمة مجده
لم يرحل عمر الشريف وهو على قمة هرم النجاح الفني، بل وهو فنان يعود بريقه إلى عقود مضت معتمدا على تاريخه الفني فقط، لكن التاريخ الفني ليس كافيا خاصة في وسط يهتم بالعلاقات بنفس درجة الاهتمام بالموهبة.