أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن صفقة أسلحة أميركية إلى دولة الإمارات وراء إقناع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، واستبعدت الصحيفة أن يكون تأجيل تنفيذ خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية قد حفز بن زايد للتحالف مع إسرائيل.
ووصف التحالف الإسرائيلي الإماراتي على أنه أتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين برعاية أميركية على أنه صفقة "سلام مقابل إلغاء الضم"، لكن الصحيفة تعتقد بأن الوصف ليس كاملا، وتؤكد نقلا عن مصادر أميركية وإماراتية بأن ما أقنع حاكم الإمارات للقيام بخطوة التحالف التوصل إلى صفقة أسلحة أميركية وبيعها للإمارات بعشرات مليارات الدولارات.
ووفقا للصحيفة، فإن الصفقة التي جمدت حتى الآن بسبب المعارضة التي تبديها إسرائيل، تضم طائرات "أف-15"، وطائرات مسيرة من أحدث الأنواع وأكثرها تقدما، حيث تعمل الولايات المتحدة لتسيير وتسريع الصفقة.
وتعليقا على هذه المعلومات، قالت الصحيفة "من الآن فصاعدا، علينا القول ليس السلام مقابل الضم، بل السلام مقابل السلاح المتقدم والضم".
من جانبه، عقب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على توجه الصحيفة والسؤال عما إذا كان قد "طلب من إسرائيل خلال المفاوضات إزالة معارضتها للصفقة، وما إذا كانت قد امتثلت للطلب"، بالقول "في المحادثات إسرائيل، لم تغير مواقفها ضد بيع أسلحة وتقنيات أمنية متطورة إلى أي دولة في الشرق الأوسط والتي من شأنها كسر حالة التوازن".
لكن وفقا للصحيفة، فإن "إسرائيل سواء غيرت موقفها أو لم تغير موقفها، لكن صفقة الأسلحة جزء من رزمة التطبيع"، وبحسب أحد التقديرات، كان إتمام الصفقة أحد الشروط التي وضعها بن زايد "إذا لم يكن هناك سلاح فلا يوجد اتفاق".
وعلى الرغم من صفقة الأسلحة الأميركية للإمارات، إلا أن الصحيفة تعتقد أن "اتفاقية التطبيع مع الإماراتحدث إيجابي للغاية بالنسبة لإسرائيل. ويمكن أن يدفع المزيد من الدول السنية في الخليج والعالم العربي للتطبيع".
وأوضحت الصحيفة أن التنازل المؤقت عن الضم أدى إلى تحسن فوري في العلاقات الإسرائيلية مع دول الاتحاد الأوروبي والعلاقات مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. وإذا كان السعر هو صفقة السلاح، تقول الصحيفة "فالسعر يستحق ذلك. ومع ذلك، فإن طريقة إتمام الاتفاقية تثير بعض التساؤلات".
ولعل أبرز هذه التساؤلات، وفقا للصحيفة، هي تعمد نتنياهو إخفاء كواليس مفاوضات التحالف الإسرائيلي الإماراتي وصفقة الأسلحة الأميركية عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والشركاء في الائتلاف الحكومي وخصوصا "كحول لافان"، وأيضا إخفاء الأمر عن وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي.
وتشير الصحيفة إلى أن الصمت الإسرائيلي حيال صفقة الأسلحة الأميركية للإمارات يعتبر سابقة، ومن شأنه أن يمهد الطريق إلى صفقات مماثلة قد تشترطها دول مثل السعودية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل أو الإبقاء على خطة الضم مجمدة، ما يعني تطبيع العلاقات مقابل صفقات أسلحة".