أعلن فريق برشلونة، مساء اليوم رسميًا أن أسطورة كرم القدم، ليونيل ميسي، سيغادر الفريق، بعد شراكة استمرت 20 عامًا، كانت مثمرة بالألقاب المحلية والقارية والعالمية للنادي والجوائز الفردية المرموقة للاعب.
ووقع خبر الانفصال بين الطرفين كالصاعقة، لأنّ جميع الدلائل كانت تشير إلى توصل الطرفين إلى اتفاق على أن يتم الإعلان عنه رسميا في الأيام القليلة المقبلة، لكن المفاجأة جاءت عندما أصدر برشلونة، مساء الخميس، بيانًا قال فيه "على الرغم من التوصل إلى اتفاق بين نادي برشلونة وليو ميسي، لا يمكن اعتماده رسميا بسبب العراقيل الاقتصادية والهيكلية (قوانين الرابطة الإسبانية)".
وأضاف البيان "أمام هذه الوضعية، لن يبقى ليونيل ميسي مرتبطا ببرشلونة. الطرفان يأسفان جدا لأن رغبات اللاعب كما النادي لم تتحقق"، وتابع "يريد برشلونة من أعماق قلبه شكر اللاعب لمساهمته في هذه المؤسسة ويتمنى له الأفضل في حياته الشخصية والاحترافية".
ومع انتهاء عقد ميسي في 30 حزيران/يونيو الماضي، بات الحاصل على الكرة الذهبية ست مرات حرا بالانتقال إلى النادي الذي يختاره.
وبحسب الصحافي الإسباني الشهير، غييم بالاغي، فإنّه كان يتعين على برشلونة من أجل إبقاء ميسي في صفوفه "تقليص حجم رواتب لاعبيه بحوالي 200 مليون يورو، من أجل اللعب النظيف للرابطة الإسبانية، وهو ما لم يتمكن من القيام به".
وبسبب ترددات هذا الزلزال الكبير، سيعقد رئيس نادي برشلونة، جوان لابورتا، مؤتمرًا صحافيًا، ظهر يوم الجمعة يكشف فيه أسباب عدم تجديد عقد ميسي إلى أنصار النادي.
وبذل لابورتا، الذي انتخب رئيسا للنادي قبل أشهر قليلة، جهودًا كبيرة من أجل استمرار ميسي في صفوف الفريق، لكن لم ينجح في إعادة التوازن إلى ميزانية النادي الذي يرزح تحت ديون طائلة، ما دفعه إلى التعاقد مع لاعبين بنهاية عقدهم، أمثال الهولندي ممفيس ديباي والأرجنتيني سيرخيو أغويرو والمدافع الإسباني إريك غارسيا.
وبذل النادي الكاتالوني، وبعد الموسم المخيب، حيث اكتفى بإحراز لقب كأس إسبانيا، مجهودًا كبيرًا من أجل الاحتفاظ بخدمات ميسي، لا سيّما أن الأخير كان أعلن رغبته في الرحيل صيف عام 2020، قبل أن يعدل عن قراره لأنه لا يريد الدخول بدعوى قضائية مع ناديه. بيد أن الصعوبات المالية الضخمة التي يواجهها برشلونة للبقاء ضمن قانون اللعب النظيف للرابطة الإسبانية، حالت دون اتمام الصفقة على الرغم من التضحيات التي قام بها اللاعب الذي كان مستعدا لتقاضي نصف راتبه وتمديد عقده لخمس سنوات إضافية.
وكان ميسي، الذي نال باكورة ألقابه الدولية عندما قاد الأرجنتين إلى إحراز كوبا أميركا بالفوز على البرازيل 1-صفر في المباراة النهائية الشهر الماضي على ملعب ماراكانا، بات أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في صفوف برشلونة الموسم الفائت مع 767 متفوقا على صانع الألعاب السابق تشافي، وسجّل خلالها 672 هدفا ونجح في 305 تمريرات حاسمة محرزا 35 لقبًا، بينها الدوري الإسباني 10 مرات، دوري أبطال أوروبا 4 مرات، كأس إسبانيا 7 مرات. أمّا على الصعيد الشخصي، فتُوِّجَ بالكرة الذهبية ست مرات.
ومن شأن هذا التطور الصادم لأحد أبرز اللاعبين الذي أنجبتهم الملاعب الكروية على مر التاريخ، أن يقلب سوق الانتقالات رأسا على عقب قبل معرفة الوجهة المقبلة للأرجنتيني.
ويملك ميسي رابطا حميما مع مدينة برشلونة، حيث عاش فيها منذ عمر المراهقة وحيث ولد أولاده الثلاثة. وقال في نيسان/أبريل الماضي بعد قيادته فريقه إلى إحراز كأس إسبانيا "إنه أمر مميّز أن أكون قائدا للفريق الذي لعبت له طوال حياتي".
وتبقى معرفة الوجهة المستقبلية لميسي والأندية القادرة على الحصول على خدماته: هل سيكون مانشستر سيتي الإنكليزي، حيث سيلتحق بمدربه السابق في برشلونة، بيب غوارديولا، أو باريس سان جرمان الفرنسي، ليلعب بإشراف مواطنه المدرب ماوريسيو بوكيتينو، أو أيّ نادٍ آخر؟