تفاجاء سكان قرية جلجولية بعد منتصف الليلة الفائتة من تواجد العشرات من رجال الشرطة في قريتهم، معربين عن تذمرهم واستنكارهم الشديد بسبب ادعاءاتهم "بان الشرطة أثارت نوع من الفوضى والقلق والخوف لدى السكان وخاصة الأطفال منهم نتيجة  إشهار الأسلحة في وجوه عدد من المواطنين وتهديدهم بالقتل وإذلالهم"، وفق ما ذكروا لمراسلنا.

وجدير بالذكر أن الشرطة اعتقلت عدة أشخاص، واوقفت عضو لجنة الصلح إسماعيل عياط، الذي قال:" في ساعات الليل المتأخرة دخلت مركبة عادية كان بداخلها رجال شرطة، وفي وقتها سمعنا إطلاق رصاص في الحي، حيث اعتقدنا أن أشخاص مجهولين ينوون تنفيذ عملية اغتيال، وبعد وقت قصير ذهبت لأرى ما يحصل كي  نمنع حدوث كارثة، لكن بعد وقت قصير حضرت قوات كبيرة من الشرطة إلى القرية ليتبين لنا أن المركبة العادية التي  اشتبهنا بها تابعة للشرطة".

وتابع قائلا:" قوات الشرطة دخلوا إلى بيت اخي وقاموا بعملية تفتيش همجية، حيث بعثروا جميع الإغراض وعاثوا في البيت فسادا، دون أن  ارتكب أي ذنب يذكر، لا سيما أنني إنسان مسالم وعضو  في جاهة الصلح وأسعى دائما لعمل الخير، ومع نهاية التفتيش تم توقيفي ومصادرة هاتفي، وأطلق سراحي في ساعات الصباح".

ومضى قائلا:" هذا تصرف غير مقبول، ولا نقبل بان يتكرر مرة أخرى، لان تصرف الشرطة شكل خطرا على السكان، وخاصة في ظل أجواء التوتر التي شهدتها القرية قبل فترة، فلا يعقل أن نسعى إلى إصلاح ذات البيت، ومن جانب أخر الشرطة تسعى إلى هدم ما نقوم به من عمل خير".

 صهيب عودة قال :" كنا نجلس في ساحة بيتنا مع بعض الأقارب والأصدقاء، وفجاءة سمعنا ضجيج كبير، وعندما خرجنا رأينا مركبة شرطة اصطدمت بمركبة أخرى كانت مركونة في الحي، عندها اقتربت مركبة الشرطة منا ونزل منها أربعة أشخاص مسلحين، اثنين منهم كانا ملثمان، وقد طلبوا منا أن نركع على الأرض بعد أن أشهروا أسلحتهم نحونا، حتى أن احدهم  قال لنا "أي شخص يرفع رأسه سوف أطلق الرصاص عليه".

وقال أيضا:" في تلك الأثناء دب الخوف والرعب فينا، حيث كنا حوالي 8 أشخاص على الأرض دون أن نقترف أي ذنب يذكر، والأدهى من هذا الأمر انه دخل رجال الشرطة إلى ساحة بيتنا، واعتدوا على شقيقي الذي يعاني من مرض السكري، وكسروا له جهازه الطبي، كما أن هنالك شخص أخر يسكن في الحي حضر ليرى ما يحصل معنا، وطلب منه رجال الشرطة الركوع على الأرض لكنه رفض، وبسبب ذلك أطلق عليه الشرطة عيار مطاطي في رجله".

زاهر مراعبة وهيثم عودة الذين تواجدوا في المكان ذكروا  " بأنهم لم يصدقوا تعامل الشرطة معهم، مشيرين إلى ان الشرطة خلقت قلقا وخوفا لدى الجميع وخاصة لدى الأطفال، ناهيك على أنهم تعاملوا معهم بقسوة وإذلال، دون أن يحترموا مشاعرهم ومشاعر الآخرين، كما أكدوا على أنهم ينوون تقديم شكوى ضد رجال الشرطة والفوضى التي سببوها".

 

من جانبه أعرب رئيس مجلس جلجولية عن غضبه الشديد جراء تصرفات رجال الشرطة، وفي اعقاب هذا الحادث، بعث برسالة إلى قائد شرطة كدما دافيد فيلو وقائد شرطة الشارون كوبي شبتاي، شرح من خلالها الأمور السلبية التي نجمت من وراء ما حصل، وطلب منهم تحديد جلسة في مكتبه للتباحث في هذه القضايا.

وقال فائق عودة :" لقد استيقظت اليوم على اتصالات عديدة من المواطنين الذين تحدثوا عن وجود فوضى في جلجولية واعتداء رجال الشرطة على مواطنين وما شابه ذلك، وبعد تقصي الحقائق، تبين لي أن رجال الشرطة دخلوا إلى القرية بلباس عادي ومتنكر".

ومضى قائلا:"  كما هو معروف جلجولية مرت بعراك وصراعات بين عائلات  وما حصل في ساعات الليل جعل السكان يفكرون ان أشخاص ينوون تنفيذ عملية اغتيال أو انتقام، لذلك فان توجه الشرطة ونهجهم وتعاملهم غير مقبول وأدى إلى خلل وخوف لدى العائلات، حتى أن هنالك من ذكروا أنهم سمعوا إطلاق رصاص ولا اعرف فيما إذا كانت الشرطة هي التي أطلقت الرصاص ا وان السكان هم من أطلقوا الرصاص على الشرطة. المعلومات التي بحوزتي تشير إلى ان رجال الشرطة اعتدوا على عائلات وسببوا أضرار لمركبات وأملاك عامة، وهنالك شخص أصيب بعيار مطاطي من قبل الشرطة،  كذلك تم إركاع مواطنين على الأرض تحت تهديد السلاح، وهذا عمل غير لائق".

ثم قال:"  لا أنكر أن جلجولية مرت في صراع، لكن منذ عامين الوضع هادئ ونريد أن يبقى كذلك، لكن أن تكون الشرطة هي السبب في إحداث الفوضى والشغب أمر مرفوض. بالنسبة لي نحن ندرس بحث القضية مع الشرطة وتأثيرها على المشاركة والتعاون الذي يمكن أن يكون أو لا يكون في المستقبل بيننا وبين شرطة إسرائيل. يجب الإشارة إلى أن شرطة إسرائيل ضمت كفر قاسم وكفر برا وجلجولية في شرطة واحدة ومقرها من المفروض أن يكون في كفر قاسم، لكن في الوقت الحالي مقر الشرطة موجود في جلجولية، وإذا لم يكن تعاون لحماية مواطنينا فسوف نفكر في إغلاق نقطة الشرطة لأننا لا نريد شرطة تسبب لنا الأذى".

تعقيب الشرطة

وعقبت الناطقة بلسان الشرطة للإعلام العربي  لوبا السمري:" الحديث يدور حول نشاط لوحده التحقيقات المركزية  اليمار  بلواء المركز التي عملت خلال ساعات الليلة الماضية بالمدينة ضد مشتبهين  بارزين بعالم الإجرام وذوي تأثير سلبي بالغ على شعور المواطنين بالأمن والأمان بالمنطقة هناك، مع العلم على انه تم خلال النشاط اعتقال 3 أشخاص بشبهة ضلوعهم بجنائيات، والذين من المزمع أن يتم نهار اليوم الأربعاء  تمديد فترة اعتقالهم على ذمة التحقيقات الجارية".