أعلنت شركة سامسونغ في مؤتمر خاص بسيؤول في كوريا الجنوبية، حول أسباب انفجار بطاريتة هاتفها غالاكسي "نوت 7" الذي أطلق في شهر أغسطس الماضي، ما أدى لسحب الهاتف من الأسواق بعد أن باعت الشركة منه 3 ملايين نسخة، ما كلفها خسائر تقدر بنحو 5.3 مليار دولار.
وكان يحمل جهاز "نوت 7" الكثير من الإمكانيات جعلت منه تحفة فنية تقنية، وعلى الرغم من كل هذا الزخم لم تستطع بطاريته الصمود ليسجل الهاتف عدة حوادث، ما استدعى قيام الشركة بسحب الهاتف من الأسواق للمرة الأولى، لتعاود المشكلة بالظهور مرة أخرى، ما اضطر الشركة لسحب الدفعة الجديدة أيضا.
وبحسب المؤتمر الصحافي في سيؤول الذي تلقت "العربية.نت" نسخة من بيانه الصحافي، والذي كشفت فيه الشركة عن الأسباب وراء الانفجار وعدم مقدرة الهاتف على تحمل الضغط الكبير على البطارية ولخصت أسباب الحوادث للنسخة الأولى والثانية بالإضافة إلى الخطط الاحترازية التي فرضتها الشركة على هواتفها وعلى تجارب البطاريات عبر وضع ثماني نقاط اختبار للبطاريات منها ما هو جديد ومنها ما هو محسن، داعية الشركات الأخرى للحذو نحو ما قامت به، من إجراءات سلامة واضعة المستخدم نصب عينيها وسلامته، وأن الدرس من هذه التجربة بفشلها قد وصل، وأنها تتعلم من أخطائها.
التجارب التي تحدثت عنها سامسونغ في المؤتمر كانت من خلال التعاون مع عدة جهات خارجية منها أكاديمية وبحثية وصناعية بمجموع بلغ 700 باحث ومهندس شاركوا في فحص أكثر من 200 ألف جهاز، و30 ألف بطارية حتى توصلوا إلى السبب وراء تلك الحوادث.
وبحسب سامسونغ، وما اطلعت عليه "العربية.نت"، فإن التصميم كان له نصيب من هذه المشكلة، وأن البطارية بحجمها الكبير وقوتها البالغة 3500 ملي أمبير لم تستطع أن تتسع بالشكل الصحيح في المكان المخصص لها، وأن المشكلة هذه عانت منها كلتا الشركتين المزودتين للبطاريات للجهاز.
الدفعة الأولى من البطاريات كان بها عيب تصنيعي للجزء العلوي الأيمن من البطارية والذي كان يؤثر على الأقطاب السالبة في البطارية ويجعله متصلاً ببعضه بعضا، متجاوزاً الحاجز الذي يفصل الجزء السالب ما يتسبب باتصال مستمر للكهرباء ويؤدي إلى سخونة البطارية ومن ثم انفجارها.
كما اكتشفت الشركة في الدفعة الثانية مشكلة في البطانات الواقية للبطارية، ما يؤدي إلى حدوث تسرب يؤثر سلباً على البطارية وإلى ارتفاع درجة الحرارة، ما أدى إلى بعض حالات الانفجار.
ولعل الخطوة التي اتخذتها سامسونغ بطريقة فحصها واعتمادها الفحص الجديد لوضع معايير سلامة جديدة ذات 8 نقاط للتأكد من سلامة البطاريات بالإضافة إلى اعتماد مساحة أوسع حول البطارية واعتماد حوامل خاصة لها مقاومة للصدمات من الأشياء التي قد تحل هذه المشكلة وتحول هذه الأزمة إلى فرصة كي تتعلم منها وتحولها لدرس لها ولبقية منافسيها.
ومن بين الاختبارات التي اعتمدتها سامسونغ الثمانية اختبار المتانة الذي يقوم على اختبارات متعددة للبطارية بما في ذلك اختبارات الشحن الزائد، اختبارات اختراق الدرع المحيط بالبطارية، واختبارات الإجهاد الناتج عن الحرارة شديدة الارتفاع.
كما ستقوم سامسونغ بالاختبار البصري لكل بطارية على حدة على ضوء المعايير الإرشادية القياسية والهادفة، بالإضافة لاختبار الأشعة السينية، حيث سيتم الاطلاع على نواة البطارية للتأكد من سلامتها وخلوها من أي شوائب أو أعطال.
ولضمان سلامة الجهاز فقد استحدثت سامسونغ اختبارات جديدة للشحن والتفريغ عبر إخضاع البطاريات لنطاق واسع من اختبارات الشحن والتفريغ، وسيقوم المزودون بهذه الاختبارات، بالإضافة إلى سامسونغ.
ومن بين الاختبارات الجديدة بحسب سامسونغ، اختبار شامل للمركبات العضوية المتطايرة للتأكد من انعدام أي أدنى احتمال لتسرب أي عنصر من عناصر مكونات البطارية أو الجهاز.
كما استحدثت سامسونغ اختبارات الاستعمال المتزايد والمكثف من قبل العملاء للجهاز، بالإضافة إلى اختبار التماسك البصري والتصوير المقطعي، للتحقق من إمكانية حصول أي تبدل في التيار الكهربائي وذلك خلال جميع مراحل عملية التصنيع من مستوى تصنيع المكونات وحتى استكمال تصنيع الجهاز، بالإضافة إلى اختبار محاماة الاستخدام المتزايد والمكثف من قبل العملاء للجهاز.