لا تعدم إسرائيل حيلة أو وسيلة لتبرير استمرار احتلالها لمنطقة غور الأردن تلك المهمة التي تجند إليها الإعلام والساسة ورجال الفكر ورجال الجيش الإسرائيلي السابقين والحاليين ليجد موقع " معاريف" العبري" اليوم " السبت" ضالته بمصادر غربية أطلعته على تخوفاتها من تحول منطقة الأغوار في حال انسحبت إسرائيل منها إلى منطقة جذب للقاعدة والمسلحين من كافة أرجاء الشرق الأوسط الين سيتقاطرون ليتجمعوا في المنطقة الواقعة ما بين محافظة الانبار العراقية والصحاري السورية والأردنية ليصبح تأثيرهم قويا على منطقة فلسطين ليغيروا فيما بعد طبيعة وشكل الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي حسب توصيف الموقع الذي اختار لتقريره عنوانا صادما يثير مخاوف الإسرائيليين وغير الإسرائيليين يقول " القاعدة وصلت الأردن في طريها إلى إسرائيل " .
وفي باب تأكيد صحة التحليل ونزع الصبغة والشبهة الإسرائيلية عنه أضاف الموقع بان ما سبق ليس كلام وزير الجيش" بوغي يعلون " أو تقديرات القوى اليمينية الإسرائيلية بل هي تقديرات مصادر دبلوماسية غربية مقربة من قمة الهرم في النظام العراقي تحدثوا خلال لقاء تم بداية الأسبوع في إحدى العواصم الأوروبية واقتبس الدبلوماسيون بعض ما يفكر فيه نظرائهم العراقيين الذيي حذروا من عملية " مسيرة " عابرة للحدود تؤدي إلى انتشار وامتداد المعارك الدائرة في الفلوجة بين تنظيم القاعدة ومسلحين من العشائر العراقية مدعومين من الدولة العراقية .
وقالت المصادر ان العملية عابرة الحدود تزداد قوة وتعاظما فمنذ انسحاب الجيش الأمريكي من العراق قبل عامين ارتفعت وتيرة التوتر بين العشائر السنية في الانبار والحكومة الشيعية في بغداد مع العلم ان الجيش الأمريكي وزع على القبائل السنية في الانبار اثناء احتلاله للعراق ملايين الدولارات لضمان الهدوء فيما انشغلت المليشيات السنية التي أقامتها العشائر في عملية جمع المعلومات التي ساعدت الجيش الأمريكي في حربه ضد القاعدة وطالما تواصل تدفق الأموال الى جيوب العشائر السنية استمر الهدوء لكن مصادر الأموال جفت مع خروج الجيش الأمريكي ليجد السنة أنفسهم معزولين يعانون التمييز ضدهم تحت سلطة حكومة شيعية ورغم ذلك هناك بعض المليشيات السنية لا زالت تدين بالولاء للحكومة المركزية لكن هذا الولاء محدود الضمان حسب تعبير المصادر الغربية.
ووفقا للمصادر الدبلوماسية الغربية يجري كبار مسئولي الخارجية العراقية مشاورات واتصالات مع نظرائهم في دمشق وطهران التي تعتقد بان نوري المالكي سيفقد قريبا جدا بقايا التأييد الذي يتمتع به لدى بعض المليشيات السنية التي تقف في الفلوجة لا يفصلها عن بغداد سوى 50 كلم فقط وهذا هو جوهر الحكاية حسب تعبير الدبلوماسيون .
توتر أمريكي – عراقي
ينفي البيت الأبيض بشكل كامل ومطلق التقديرات القائلة بان اندلاع القتال وارتفاع وتيرته في العراق وسيطرة القاعدة على الفلوجة هو نتاج قرار الرئيس الأمريكي " اوباما " سحب قواته من العراق لكن الادعاء العراقي أكثر تعقيدا وفقا للمصادر الدبلوماسية فان حالة من التوتر تسود العلاقة بين نوري المالكي الذي زار الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي وبين الإدارة الأمريكية وان الادعاء العراقي يقوم على ان العراق وفى بالتزامه وتعهداته في محاربة " الارهاب" الجهادي لم تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها بتزويد العراق بالأسلحة المتطورة الضرورية واللازمة لمحاربة " الإرهاب" بما في ذلك طائرات F16 ومروحيات الاباتشي التي كانت في حال وصلت إلى العراق لتغير قدرات الجيش العراقي من النقيض الى النقيض ما سيسمح له بمواجهة القاعدة بشكل أكثر فعالية
ويعكس الادعاء العراقي شيئا غير معقول وسخيف في العلاقة الأمريكية العراقية فمن جانب أعلنت الإدارة الأمريكية صيف 2013 إن قيمة مبيعات الأسلحة للعراق وصلت إلى 4 مليارات دولار وان الأمريكيين مصممون على تزويد العراق بكل ما يحتاجه حتى تتجنب الإدارة الأمريكية نشوء حاجة لتدخل أمريكي ميداني " على الأرض " ومن الجانب الأخر فان عملية شحن الأسلحة متوقفة حاليا لسببين خشية أمريكية من إقدام نور المالكي لأي سبب على استخدام هذه الأسلحة ضد الشعب العراقي خاصة في ظل شعور الإدارة الأمريكية بان تدهور الأوضاع في العراق ليس ناجما فقط عن تسلل الجهاديين من سوريا بل من تصرفات نوري المالكي الطائفية والقطاعية أيضا وتمييزه السلبي بين خصومه السياسيين أما السبب الثاني فيتمثل بإيران وخشية الإدارة الأمريكية من وقوع الأسلحة المتطورة أجلا أو عاجلا في أيدي إيران وفي هذه الظروف يبدو ان مجرد التفكير بتزويد الإدارة الأمريكية العراق بطائرات F16 ومروحيات اباتشي هو اقرب إلى الخيال .
لكن بغداد ترى الأمر بطريقة مختلفة وفقا للمصادر الدبلوماسية الغربية حيث أرسل " المالكي" الأسبوع الماضي للإدارة الأمريكية رسالة وصفت بالحادة لكن الأخيرة لم تقدم سوى اقتراح بتزويد العراقيين بصواريخ" هيل فاير" " وطائرات دون طيار وتقديم عم استخباري أمريكي فقط .
مراقبة روسية -إيرانية
يراقب الروس والإيرانيون ما يجري بصبر وبرودة أعصاب حيث وصل الأسبوع الماضي ميناء البصرة شحنة عربات مصفحة ومدافع روسية فيما سارعت إيران لعرض مساعدتها الأمر الذي استغلته "داعش" في الفلوجة للدعاية والتحريض ولطرح أدلة تشير إلى التورط الإيراني في حرب الفلوجة عبر إرسال خبراء ومدربين من لواء القدس تنكروا على شكل سائقي شاحنات ليصلوا الفلوجة وفقا لرواية "داعش" التي استغلت عرض المساعدة الإيرانية.
وسرت خلال الأسبوع الماضي معلومات كثيرة داخل أروقة الخارجية العراقية منقولة عن نظرائهم في دمشق مفادها بان القوات الخاصة الروسية موجودة حاليا في شمال سوريا على الحدود مع تركيا .
ووفقا للتقارير قررت روسيا إرسال جنود الوحدة المختارة " سفتسنز " الى سوريا لتعقب وتصفية " مجاهدين " يخدمون ضمن وحدات المقاتلين الشيشان التي تحارب في سوريا بهدف تحييد وتصفية الخطر الإرهابي المتمثل باحتمالية تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة قبل وأثناء دورة الألعاب الشتوية في مدينة سوتشي .
ويقوم جنود الوحدة المختارة بتامين حماية الدبلوماسيين والمنشات العسكرية الروسية في ميناء طرطوس خاصة وان وزارة الدفاع الروسية كشفت العام الماضي عن خطتها لتنفيذ عمليا محدودة ونوعية في أرجاء العالم بما في ذلك سوريا بهدف محاربة الإرهاب ولهذه الغاية بالضبط نفذ جنود هذه الوحدة عمليات قتالية داخل الساحة السورية وفقا لادعاء المصادر الغربية .