اتسع نطاق الجهود الدولية للبحث عن الطائرة الماليزية المفقودة، حيث غادرت طائرات أميركية وصينية مطار بيرث الأسترالي في وقت مبكر من صباح اليوم للانضمام إلى مهمة البحث في المحيط الهندي قبالة ساحل أستراليا الغربي.
ويتوقع أن تلتحق بفرق البحث سفينة حربية أسترالية وعلى متنها معدات متطورة للبحث عن الصندوق الأسود للطائرة، فضلا عن غواصة غير مأهولة، وستنضم طائرتان عسكريتان ماليزيتان أيضا للجهود المبذولة.
وستنضم الطائرات والسفن إلى طائرات أخرى من كل من اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وماليزيا وعشر سفن تشارك في المهمة التي دخلت أسبوعها الرابع.
وقد رصدت سفينة صينية وأخرى أسترالية أجساما ملونة في اليومين الماضيين منذ أن تولت أستراليا تنسيق جهود البحث على بعد 1850 كلم غرب مدينة بيرث الأسترالية، غير أنه لم ترد أي تأكيدات بأن تلك الأجسام تخص الطائرة المفقودة، في حين ظهرت معطيات جديدة من تحاليل بيانات أجهزة الرادار والأقمار الاصطناعية تشير إلى الطائرة -وهي من طراز بوينغ 777- حلّقت بسرعة ولمسافة قصيرة عقب اختفائها عن شاشات الرادار المدني في 8 مارس/آذار الجاري.
وتقول ماليزيا إن الطائرة اختفت بعد أقل من ساعة على إقلاعها من كوالالمبور في طريقها لبكين، ويرجح أن مسارها تحول عمدا، لكن المحققين لم يكشفوا عن دافع واضح لأحد ركاب الطائرة البالغ عددهم 227 شخصا -أغلبهم من الصين- ولا أفراد الطاقم وعددهم 12 شخصا.
أجواء صعبة
وذكرت هيئة السلامة البحرية الأسترالية اليوم أن أحوال الطقس في منطقة البحث عن الطائرة ستزداد سوءا نتيجة سقوط أمطار خفيفة ووجود سحب منخفضة، وهو الأمر الذي لن يحول دون استمرار عمليات البحث، حسب الهيئة نفسها.
وذكر متحدث باسم الهيئة -التي تنسق جهود البحث- أن محاولة أخرى فشلت في العثور على حطام الطائرة بعدما تبين أن أجساما التقطتها طائرة وحملت على ظهر سفن تخص سفينة صيد ونفايات.
وأعلنت نيوزيلندا أمس تمكن إحدى طائراتها العسكرية من تحديد مكان 11 قطعة بيضاء مستطيلة يحتمل أن تكون للطائرة المفقودة، وأضافت أن طول كل واحدة من القطع لا يتعدى مترا واحدا، وبعضها نصف متر فقط، وأنها موجودة على بعد 1600 كيلومتر غرب بيرث.
أقارب الركاب
من جانب آخر، وصل اليوم إلى ماليزيا عشرات الأفراد من أقارب ركاب الطائرة المفقودة من أجل ملاقاة السلطات هناك طلبا لمعلومات إضافية بشأن ما وقع للطائرة المفقودة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وذكرت وسائل إعلام ماليزية أن أقارب الركاب يطلبون لقاء رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، والقائم بأعمال وزير النقل هشام الدين حسين.
وقد تعرضت حكومة كوالالمبور لانتقادات شديدة من الصين، واتهمها أقارب بعض ركاب الطائرة المفقودة "بالتقاعس والخداع".
وكان أكثر من عشرين صينيا من أقارب الركاب تظاهروا لوقت قصير أمس أمام فندق في العاصمة الصينية حيث تقيم أسر الضحايا منذ ثلاثة أسابيع، وطالبوا بأدلة بشأن مصير الطائرة، كما وقع اشتباك أمس بين عشرات الأقارب الغاضبين مع الشرطة لمحاولتهم اقتحام السفارة الماليزية في بكين.
وقال هشام الدين حسين إن بلاده ملتزمة بمتابعة التحقيق حتى التوصل إلى نتيجة نهائية، وأضاف للصحفيين في كوالالمبور بعدما تحدث مع أسر الضحايا أمس "ما يريدونه منا هو التزام باستمرار البحث، وقطعت هذا الالتزام ليس فقط بالنيابة عن الحكومة الماليزية، ولكن بالنيابة عن الدول الكثيرة المشاركة".