شنت طائرات عسكرية تركية الخميس غارات جديدة على مواقع لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق، في حين وسعت تركيا رقعة المناطق العسكرية في الجنوب، لتشمل جزءا من الشريط الحدودي مع سوريا بولايتي كيليس وغازي عنتاب.
وقالت وسائل إعلام محلية إن نحو ثلاثين طائرة عسكرية تركية شنت غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، وذلك ردا على هجوم لحزب العمال في وقت سابق اليوم، أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين -بينهم ضابط- في كتيبة بإقليم "سرناك" ضمن المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وسوريا.
على صعيد آخر، ذكرت ولاية غازي عنتاب (جنوبي تركيا) في بيان أنه "تم إعلان بعض المناطق المحاذية للحدود السورية في الولاية مناطق أمنية خاصة لمدة عشرة أيام"، وذلك بهدف دعم الوضع الأمني على الحدود السورية، وضمان سلامة أرواح وممتلكات المواطنين الأتراك، والقضاء على التهديدات والأخطار المحتملة، بحسب البيان.
وذكر البيان أن القوات الأمنية ستقوم بمهمة التفتيش عند دخول وخروج كافة أنواع العربات والأشخاص من وإلى المناطق الآمنة، وأنها ستتمتع بصلاحية منع دخولها وخروجها إن اقتضت الحاجة ذلك.
وكانت ولاية كيليس -المجاورة لغازي عنتاب- قد أعلنت ظهر اليوم أربع مناطق حدودية مع سوريا مناطق عسكرية، لمدة سبعة أيام. وسبق أن أعلن والي كيليس ثلاثاً من تلك المناطق على أنها مناطق عسكرية مغلقة منذ 23 من الشهر الجاري.
ومن الملاحظ ازدياد عدد الدوريات الأمنية والجنود على الشريط الحدودي، في حين يتبادل تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية القصف في ما بينهما على الجانب الآخر من الحدود في مدينة جرابلس السورية.
وبات تنظيم الدولة يخشى خسارة جرابلس التي تعد معقله الوحيد بالمنطقة الحدودية، لا سيما مع تردد الأنباء عن عزم تركيا إنشاء منطقة آمنة في الجانب السوري من الحدود.
واستقدم تنظيم الدولة تعزيزات إلى جرابلس التي تقابلها في الجانب التركي مدينة كارامكش، حيث ينزح عدد كبير من سكان الأخيرة إلى غازي عنتاب، خوفا من استهداف تنظيم الدولة منازلهم.
ويواصل تنظيم الدولة حفر خنادق قرب الحدود تمتد أربعة كيلومترات، حسب بعض المصادر. وذكرت مصادر للجزيرة في وقت سابق أن التنظيم حفر خنادق وأنفاقا في محيط جرابلس منذ عدة أسابيع.
وكان الجيش التركي قصف برا وجوا بعض مواقع تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي. وبالرغم من توقف القصف منذ أيام، ولم يستبعد انطلاق عمليات جوية في أي لحظة، مذكّرا بتصريحات مسؤولين أتراك -بينهم رئيس الوزراء أحمد داود أغلو- بأن تركيا لا تنوي التوغل بريا في الأراضي السورية.