افتتحت الصين، اليوم الثلاثاء، أطول جسر عابر للبحار في العالم، يربط هونغ كونغ بالبر الرئيسي، في إنجاز هندسي يحمل أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة.

 

حضر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حفل الافتتاح في مدينة تشوهاى لقص شريط افتتاح الجسر الممتد لمسافة 55 كيلومترا الذي يربطها بمدينتي هونغ كونغ وماكاو شبه المستقلتين.

 

استغرق بناء الجسر الذي تكلف 20 مليار دولار ما يقرب عقدا من الزمن، وتأجل افتتاحه عدة مرات، وفاقت تكلفته النهائية التقديرات الأولية.

 

ويشمل الجسر نفقا تحت سطح البحر يسمح بمرور السفن عبر دلتا نهر بيرل، وهي قلب قطاع التصنيع الحيوي في الصين.

 

وسوف يؤدي الجسر إلى خفض وقت السفر عبر الدلتا من عدة ساعات إلى 30 دقيقة فقط، الأمر الذي تأمل الصين أن يربط المنطقتين معا كحافز رئيسي للتنمية الاقتصادية مستقبلا.

 

وسيبدأ المرور على الجسر يوم الأربعاء، تحت تنظيم ورقابة شديدين باستخدام تصاريح بنظام الحصص.

 

يشكل الجسر صلة مادية بين البر الرئيسي والمركز المالي الآسيوي، الذي تم تسليمه من السيطرة البريطانية إلى الصينية في 1997، مع ضمانات بأن يستمر نظاماه القانوني والاقتصادي المستقلين لمدة 50 عاما أخرى.

 

يحمل الجسر أهمية سياسية كبيرة لإدارة شي، التي كانت قد رفضت في السابق دعوات لتحرير هونغ كونغ سياسيا، ما اثار مخاوف من مزيد من إحكام بيكين قبضتها على الحريات المدنية قبل انتهاء ترتيبات "بلد واحد ونظامان" في 2047.

 

كذلك يأتي افتتاح الجسر متزامنا مع إطلاق قطار فائق السرعة يربط بين هونغ كونغ والبر الصيني الرئيسي يتبع مسارا مختلفا أقصر مسافة. ويخفض هذا المسار بشدة زمن السفر، إلا أنه اثار بدوره مخاوف من تنامي نفوذ بيكين لأن قوانين البر الرئيسي الصيني تنطبق على جزء من المحطة النهائية في هونغ كونغ.

 

ونقلت "أسوشيتيد برس، عن سياسية ديمقراطية من هونغ كونغ، تدعى كلاوديا مو، قولهأ إن الوزن السياسي للجسر الجديد يفوق فوائده العملية، وأنه "ليس ضروريا في الحقيقة، لأن هونغ كونغ متصلة بالبر الصيني الرئيسي بكل السبل بالفعل: برا وبحرا وجوا".

 

وأضافت " إلا أنهم لازالوا بحاجة إليه كرمز سياسي أو أيقونة تذكر شعب هونغ كونغ بأنهم متصلون بالبلد الأم من خلال هذا الجسر العظيم، وكأنه حبل سري".