تقترب وفيات كورونا من الوصول إلى المليون، مع استمرار عودة تفشّي الفيروس في دول أوروبيّة أعلنت سابقًا فتح اقتصادها وخلع الإغلاق، وسط تحذيرات من أن يتسبّب بوفاة مليوني شخص.
وأكثر خمس هذه الوفيات سجّل في الولايات المتحدة الأميركيّة.
فأعلنت مدريد وموسكو وويلز أمس، الجمعة، إجراءات صحية جديدة لمكافحة تفشي الفيروس، الذي يواصل تسارعه في أوروبا.
وتستعد منطقة مدريد، بؤرة الوباء في إسبانيا، لتوسيع القيود المفروضة لتشمل مناطق جديدة. واعتبارا من الإثنين، لن يتمكّن حوالي 167 ألفا إضافيا من سكان المنطقة من مغادرة أحيائهم إلا لأسباب محددة فقط: الذهاب إلى العمل أو زيارة الطبيب أو اصطحاب الأولاد إلى المدرسة.
وفي المجموع، أصبح يخضع الآن أكثر من مليون شخص، من بين إجمالي 6,6 ملايين نسمة لهذه القيود الجديدة في منطقة مدريد. ومع ذلك، اعتبرت الحكومة الإسبانية هذه الإجراءات غير كافية ودعت إلى تمديدها لتشمل العاصمة بكاملها.
وفي المملكة المتّحدة، الدولة الأكثر تضررا في أوروبا من حيث عدد الوفيات، حيث قضى نحو 42 ألف شخص بالفيروس، ستوضع نصف ويلز بما فيها عاصمتها كارديف، للإغلاق محليا.
وأعلن وزير الصحة الويلزي، فوغان غيتينغ، الجمعة، أنه اعتبارا من الساعة السادسة مساء الأحد، سيحظر دخول أو مغادرة مدينتي كارديف وسوانزي دون سبب وجيه مثل التوجه إلى العمل أو المدرسة. وستدخل التدابير نفسها حيز التنفيذ في لانيلي.
وأضيفت لندن إلى قائمة المناطق الخاضعة للمراقبة الحكومية المشدّدة، الجمعة. وقال رئيس البلدية، صادق خان، "لندن حاليا في نقطة تحول مقلقة للغاية".
وفي روسيا، شهدت موسكو ارتفاعا جديدا في معدل الإصابات وطلبت من المسنين الجمعة حجر أنفسهم ومن الشركات إتاحة إمكانية العمل عن بُعد.
وكتب رئيس البلدية، سيرغي سوبيانين، على موقعه الإلكتروني "سكان موسكو الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما وأصغرهم الذين يعانون من أمراض مزمنة يجب ألا يغادروا منازلهم أو حدائقهم بعد الآن".
وتعكس الإجراءات التي اتخذتها دول أوروبية عدة قلق السلطات من ارتفاع عدد المصابين بالفيروس. فقد سجّلت 5,128,975 إصابة في أوروبا، من بينها 228,459 حرجة.
وفي أنحاء العالم، يقترب الوباء من بلوغ عتبة مليون وفاة منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر، وفقا لمعطيات منظّمة الصحّة العالميّة، التي حذّرت، أمس، الجمعة، من أنه "من المحتمل جدا" أن تبلغ حصيلة كورونا المليونين في حال عدم القيام بكل ما يلزم.
وتسارع انتشار الوباء بشكل طفيف هذا الأسبوع مع تسجيل 295 ألف إصابة جديدة يوميا في أنحاء العالم، بزيادة 3 في المئة عن الأسبوع السابق. لكن في أوروبا، تسارع معدل انتشاره أكثر من بقية العالم (٪22 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق).
وتجاوزت الولايات المتحدة عتبة سبعة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقًا لتعداد جامعة "جونز هوبكنز"، التي أفادت، أيضًا، أن 203240 شخصا توفوا بالوباء في البلاد في أعلى حصيلة عالمية.
وفي فرنسا، سجلت 15797 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة، وهي حصيلة أدنى بشكل طفيف من حصيلة قياسية سجّلت اليوم السابق، ومع ذلك، حذّرت وكالة الصحة العامة الحكومية في فرنسا من أن الوباء لا يزال في "مرحلة تصاعدية".
ووضعت 11 مدينة كبرى أخرى في فرنسا ضمن "منطقة الإنذار المشدد"، ما يعني إغلاق الحانات اعتبارا من الساعة العاشرة مساء مع الحد من بيع الكحول.
كذلك، بات كرنفال ريو دي جانيرو آخر حدث عالمي شهير يطاله الوباء، إذ أعلن منظمو هذا المهرجان السنوي إرجاء نسخته للعام 2021 إلى أجل غير مسمى، في وقت يرغم تفشي فيروس كورونا المستجد سلطات الدول عبر العالم على تشديد القيود المفروضة لمكافحته.
وقال رئيس الرابطة المستقلّة لمدارس السامبا في ريو دي جانيرو، المكلّف بتنظيم هذا الحدث السنوي، جورجي كاستانييرا للصحافيين "انتهينا إلى استنتاج مفاده أنّه يجب تأجيل الحدث" مضيفا "ببساطة لا يمكننا إجراؤه في شباط/فبراير. لن يكون لدى مدارس السامبا الوقت أو الموارد المالية والتنظيمية لكي تكون جاهزة في شباط/فبراير".