حالة من الترقب تسود النظامين السياسي والقضائي في إسرائيل، التي تشهد يوم الأحد، سابقة لم تتكرر، حيث يدخل رئيس الحكومة الذي لا يزال يتشبث بالسلطة، بنيامين نتنياهو، إلى قاعة المحكمة المركزية في مدينة القدس، ويجلس على مقاعد المتهمين.
وبعد ثلاث سنوات من تكرار عبارة "لن يكون هناك شيء (في ملفات الفساد) لأنه لا يوجد شيء"، سيمثل نتنياهو أمام هيئة القضاة، في لحظة عمل خلال السنوات الثلاثة الماضية على تجنبها، لدرجة أنه أغرق النظام السياسي الإسرائيلي في أزمة غير مسبوقة أبقت "الدولة" في قبضة حكومة انتقالية ترأسها هو لمدة تجاوزت الـ500 يوم.
وسيطلب من نتنياهو، الذي رفضت المحكمة طلبه الملح بمنحه إذن التغيب عن افتتاح محاكمته، المصادقة على كونه قرأ لائحة التهم الموجهة إليه حيث يواجه نتنياهو تهم فساد في 3 ملفات أساسية، كانت وحدة التحقيقات في الشرطة قد حققت معه بشأنها لمدة عامين، وخلص المستشار القضائي للحكومة إلى أن ثمّة ما يكفي من القرائن لإدانة نتنياهو فيها.
وسيحضر نتنياهو جلسة الاستماع غدا مع المتهمين الآخرين في القضايا، شاؤول وإريس ألوفيتش ونوني موزيس. وفي بداية المداولات، سوف تسأل رئيس هيئة القضاة، القاضية ريفكا فريدمان فيلدمان إذا كان نتنياهو قد قرأ لائحة الاتهام وفهم مضمونها. ويعتبر افتتاح الإجراءات القضائية ضد نتنياهو طلقة انطلاق المحاكمة المثيرة، التي كانت، قبل أن تبدأ، مصحوبة بدراما سياسية.
ويخطط نتنياهو للظهور بمشهد الضحية بينما تبدأ المعركة القضائية في أروقة المحكمة، إذ من المتوقع أن يتظاهر العشرات من أنصاره وناشطي اليمين وأعضاء كنيست ووزراء عن حزبه (الليكود) في حكومته الخامسة - حديثة ومتعسرة الولادة - لدعمه أمام قاعة الحكمة، وعن هذا قال رئيس الائتلاف الحكومي، ميكي زوهار، في مقابلة للقناة 12 الإسرائيلية إن "وسائل الإعلام واليسار والشرطة ومكتب المدعي العام تعاونوا بمرور الوقت لجلب نتنياهو إلى مقاعد المتهمين".
وأشارت القناة إلى أن المحامي ميخا باطمان سيتواجد إلى جانب نتنياهو في قاعة المحكمة، فيما سينتظر المحامي عميت حداد في قاعة مجاورة، إذ تنص أنظمة الطوارئ المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا المستجد، على حضور محام واحد عن كل متهم؛ وتشير الترجيحات إلى أن يطالب فريق الدفاع عن نتنياهو تأجيل مداولات المحكمة في ملفات فساده لمدة عام كامل.
في المقابل، تشير الترجيحات إلى أن هيئة القضاة ستعلن في الواقع عن نيتها إجراء المحاكمة بوتيرة سريعة بمعدل ثلاث جلسات أسبوعية. ومن المتوقع أن يعارض محامو نتنياهو ذلك، حيث يدعون بالفعل أنهم لم يتسلموا الكثير من مواد التحقيق لمراجعتها.
من جهة أخرى، اعتبر المحللون أن قرار المحكمة بعدم السماح ببث المحاكمة على الهواء مباشرة، للسماح للشهود بالإدلاء بشهاداتهم بحرية ودون ضغط، وكذلك القرار الذي يلزم نتنياهو بحضور الجلسة الافتتاحية الأحد، يعتبران رسالة لنتنياهو مفادها أنه لن يحظى بأية امتيازات فور جلوسه في قفص الاتهام.